يمكن لأعباء الخوف والشعور بالذنب أن تتسبّب في تداعيات خطيرة إذا لم تتخلي عنها ويكون التوتّر والضغط الناجم عن تحمّلها ثقيلاً على الأمهات.
أعباء الخوف والشعور بالذنب يمكن أن تُسبّب عواقب وخيمة إذا لم تتخلي عنها.
نحن نمر بالعديد من المشاعر في رحلتنا في الحياة،
العديد من هذه المشاعر شائع جدًا مثل الفرح والحزن والغضب وما إلى ذلك. ومع ذلك، قد تواجهين العديد من المشاعر الجديدة أيضًا.
تلك التي لم تختبريها من قبل.
على سبيل المثال، في حين يكون معظمها قصير أو متوسط العمر، ما يعني أنك تشعرين بهذه المشاعر في الوقت الحالي ثم تمضين قدمًا، لكن هناك القليل منها طويل العمر ويُحدث أثرًا دائمًا.

نحن كبشر، نجد صعوبة في التخلّي عن حياتنا، التخلّي عن الممتلكات والعواطف والعلاقات؛ لا شيء منهم سهل.
يمكنك الغرق في الذكريات أو العيش تحت صخرة الخوف؛ ومع ذلك، فهذا لا يغيّر الواقع، الذنب والخوف هما نوعان من المشاعر التي تدوم طويلاً.
على عكس الحزن، فإنها لا تتلاشى وأنت مستلقية في سريرك أو تستمتعين بعلبة الآيس كريم الخاصة بك، تميل هذه المشاعر إلى حمل القلق والخجل على عاتقها أثناء دخولها حياتك.
بالإضافة إلى ذلك، فإنه لا مفر من تطوّر هذه المشاعر أثناء الأمومة، وفي حين أنه من الصعب التخلّي عنها، إلا أنه أمر ضروري للغاية. إليكِ كيف يمكنك تخفيف عاتقك من أعباء الشعور بالذنب والخوف دون أن تكوني قاسية على نفسك.
تفحّصي مشاعرك
للتخلص من هذه المشاعر، فإن الخطوة الأولى هي التعرف على وجودها، معظم الأشخاص الذين يقعون فريسة لمشاعر الذنب والخوف لا يدركون وجود هذه المشاعر.
رغم ذلك، يمكن للجهل أن يكون نعمة في أشياء أخرى، بالتأكيد ليس هنا.
كلما طال ضغطك على عقلك بهذه المشاعر، بقصد أو دون قصد، كلما تمكّنت منك أكثر، لا يتطوّر الشعور بالذنب بين عشية وضحاها؛ فأنت لا تستيقظين في صباح أحد الأيام وفجأة تشعرين بالذنب، لقد تراكم بمرور الوقت.
وبالمثل، فإن الخوف يُقوّي نفسه أيضًا في عقلك بمرور الوقت، تلعب الطفولة دورًا مهمًا في زرع المخاوف في عقلك. قد تنسين حتى السبب الجذري، أو الحادثة التي أشعلت الخوف لفترة طويلة. للتخلص من خوفك أو شعورك بالذنب، فإن أول شيء يمكنك القيام به هو التفكّر.
قد لا تحصلين على الوقت يوميًا لتجلسي ساكنة لمدة ساعة وتتأمّلي ذاتك فقط. قد يبدو الأمر حتى مجنونًا أو غريبًا بالنسبة لك. في أذهاننا شبكة معقدة من الأفكار، كل واحدة منسوجة بالأخرى بواسطة روابط رفيعة.
عندما تجلسين وتتأمّلين عواطفك، فإنها تكشف لكِ عن نفسها، كيف تشعرين حيالها وسبب وجودها يتّضح لك ببطء، في حين أن الأمر قد لا يحدث دائمًا في اليوم الأول. فهي لا تزال بداية عملية تحطيم الأصفاد.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التأمّل في عواطفك وأفكارك غالبًا ما يجعلك ذكية عاطفيًا.

مواجهة مشاعرك
بمجرد ترسيخ عادة الاستدراك، تدركين مشاعر الذنب والخوف لديك.
يمكن أن تكون هناك عدة أسباب لوجودها، لكن جميعها يؤدي إلى دفعك إلى حفرة الخزي والقلق، ما لم تبذلي بالفعل جهدًا واعيًا لاستنباط السبب الجذري ومواجهته.
قد يكون سبب ترسّخ الشعور بالذنب هو ذكرى مُرة أو حادثة شنيعة قريبة من قلبك. أمرٌ أنت حسّاسة للغاية تجاهه، ستظلّين عرضة لهذه المشاعر إلى الأبد ولن تكوني قادرةً على التخلّي عنها إذا لم تواجهيها.
وبالمثل، مع الخوف، يمكنه أن يخيفك فقط حتى تختبئين منه. إن حماية نفسك من المشاعر والهروب سيخلق لك إحساسًا بالأمان قصير العمر نسبيًا.
لتخرجي فائزة وتهزمي هذه المشاعر، عليك بالصمود بقوة وأن تنظري إلى هذه المشاعر وجهًا لوجه، قد يكون من الصعب للغاية حتى التفكير فيها، ناهيك عن مواجهتها، لكن يجب الثبات على موقفك.
يقول طوني فخري، مؤلف التمكين الذاتي والمتحدث الخبير والمدرب، في مقال:
التعبير عن النفس هو المدخل الأخير لعملية الشفاء، حيث يحتاج المرء إلى مشاركة واستكشاف مشاعره مع الآخرين أو مع معالج مُدرَّب للتواصل مع عواطفه على مستوى أعمق ومن ثم تحويلها إلى مشاعر تمكينية.
بعد مواجهتها، ستدركين أنها كانت موجودة في ذهنك فحسب في معظم الأوقات، بدون مواجهة صارمة، سيستمر الخوف والشعور بالذنب في حصر وإملاء عقلك بأسوأ الطرق.
إقرئي أيضًا
أن تتساهلي مع نفسك
حتى عند التأمّل ومواجهة هذه المشاعر، قد لا يكون من الممكن دائمًا نسيانها تمامًا.
في موجات غير متوقعة، قد تخطر ببالك مرة أخرى. قد يتدفق سيل من الذكريات والمشاعر غير السارة المرتبطة بها في رأسك.
يمكنك أن تكوني قاسيةً على نفسك، أو تُوبخّي نفسك، أو حتى تؤذي نفسك. تلك من شأنها قمع الأفكار، فقط لتظهر مرة أخرى. بالإضافة إلى أنك لا تملكين السيطرة للتحكم بها؛ إنها لا إرادية.
في مثل هذه المواقف، عندما تتصاعد مخاوفك القديمة مرة أخرى، أو تختنقين بالذنب، فمن الأفضل أن تتساهلي مع نفسك. لا ينبغى عليك الترحيب بها والتفكير فيها بوعي، لكن لا تهتمي بها كثيرًا إذا دعت نفسها بالحضور.
انظري إليها وكأنها جزء من حياتك ساعدك على التطوّر إلى كائن أفضل.

يمكن للتساهل مع النفس حتى أن يكون ضمنيًا قبل التأمّل والمواجهة.
إن تعنيف نفسك بقسوة غير ضرورية بينما تكونين بالفعل في حالة اضطراب لن يفيدك بأي شيء، لن يؤدّي إلاّ إلى تكثيف الشعور بالذنب والخوف. قد تفعلين شيئًا يشتهيه قلبك أو ما يجعلك سعيدة، لتبعدي ذهنك عن المفاهيم غير المرغوب فيها بدلاً من توبيخ نفسك.
مع ذلك، يجب أيضًا أن تفهمي أن الذنب والخوف من المشاعر الإنسانية مثل أي مشاعر أخرى.
بالتأكيد ليست مشاعر سارة، لكنها جزء من عائلة “العاطفة” التي تجعلنا بشرًا، قد لا يكون من السهل دائمًا تخفيف أعباء الخوف والذنب بنفسك.
يمكنك الانخراط في العلاج، يمكن للمعالج أن يساعدك على الاستدراك بشكل أفضل وبالتالي التعافي بشكل أفضل.
ولكن قبل القيام بأي خطوة، يجب أن تؤمني بنفسك وقدرتك على التغلب على خوفك وشعورك بالذنب.
![]() | moms.com |
التاريخ | 2020 |
الكاتب | بارام دافيس |