أمومة وتربية

صعوبات الولادة القيصرية وكيف يمكن تجاوز مخاوفكِ بسببها

صعوبات الولادة القيصرية وكيف يمكن تجاوز مخاوفكِ بسببها
شارك الموضوع

تُشكّل عمليّة الولادة القيصرية تحديًا كبيرًا أمام السيدات على المستويين الجسدي والنفسي.

خاصة اللاتي يخضن التجربة لأول مرة، كما تزداد هذه المخاوف مع تقدم شهور الحمل، وكذلك إذا كانت لدى الحامل تجربة ولادة سيئة في السابق.

هذا الهاجس الذي يتشكل يدفع الحامل إلى الوقوع فريسة في دوامة من القلق والتوتر.

حيث تتعدد المخاوف، من لحظة الولادة ذاتها وما يصاحبها من ألم متوقع، إلى إنهاك الجسد في العملية وفرص تعرضه للأمراض لاحقًا، وليس آخرًا إلى التأثير على عملية الحمل مستقبلًا.

صعوبات الولادة القيصرية وتحديّاتها المتوقعة

فعادةً ما تتضمن الولادة الإجهاد المرتبط بالتغيرات الفسيولوجية والعاطفية، وتغيرات نمط الحياة للحمل والنفاس، بما في ذلك التعب وتقلب المزاج وتغيرات صورة الجسم.

هذه المخاوف عبرت عنها بالفعل نساء أجرين هذه الجراحة، حيث أبدين مخاوفهن من الألم أو الموت المحتمل، أو إصابة الطفل بالأمراض، أو حتى تغير العلاقة مع أزواجهن أو أبنائهن في مُقبل الأيام.

أيضًا هناك مضاعفات ما بعد الجراحة، حيث إن السيدة معرضة بشكل أكبر للإصابة بالعدوى، بما في ذلك التهاب بطانة الرحم، وتلوث الدم، وعدوى المسالك البولية.

وتزداد هذه التأثيرات، في حالة الولادة القيصرية غير المخطط لها أو الطارئة، كونها تمثل مشكلة بشكل خاص، وتفرض ضغوطًا فسيولوجية من التخدير، وإجراء جراحة كبيرة، إلى البطء في التعافي البدني مقارنة بالولادة الطبيعية.

ويقول الباحثون إن النساء اللاتي خضعن لعمليات قيصرية طارئة، يعبرن عن تصورات سلبية عن تجربة الولادة أكثر من أولئك اللائي خططن لها.

حيث إن التجربة غير المخطط لها بإجراءاتها غير المألوفة التي تحدث في تتابع وسرعة في بعض الأحيان، تضغط على قدرة الحامل على استيعاب التجربة، كما أنهن يرين أن هذا النوع من الولادة يختلف اختلافًا كبيرًا عن الولادة الطبيعية.

المشاكل الأكثر شيوعًا في الولادة القيصرية

وهناك عدة مشاكل تزيد من القلق والخوف من الولادة القيصرية، حيث تعد أكثر شيوعًا، منها اعتلال الصحة الجسدية لمدة شهرين على الأقل بعد الولادة، كذلك عدم اللجوء إلى الرضاعة الطبيعية التي تعود بالنفع على النساء والأطفال.

ومن المشاكل التي قد تحدث فقط مع الولادة القيصرية، القطع الجراحي الكبير، والألم الشديد طويل الأمد في موقع العملية، أيضًا إمكانية انتقال العدوى من خلال الجرح، فضلًا عن الحمل الذي ينمو في ندبة سابقة (الحمل خارج الرحم القيصري).

وهناك كذلك ما يعرف بالمشيمة التي تنغرس في ندبة سابقة (المشيمة الملتصقة)، وندبة داخلية (التصاقات كثيفة) تجعل العمليات الجراحية المستقبلية أكثر صعوبة ويمكن أن تسبب المزيد من المضاعفات.

كما أن النساء اللواتي حملن بعد ولادة قيصرية سابقة أكثر عرضة من النساء اللاتي ولدن ولادة طبيعية لتجربة “تمزق الرحم”، أو إجراء جراحة طارئة لإزالة الرحم (استئصال الرحم) في حالات الطوارئ بعد الولادة مثل النزيف.

كما يمكن أن تشكل الولادة حالة خطيرة للمشيمة التي تغطي فتحة عنق الرحم (المشيمة المنزاحة) وما يترتب عليه في الولادة الثانية بعد الولادة القيصرية الأولى، فضلًا عن المشيمة التي تنمو في جدار الرحم (المشيمة الملتصقة).

كيف يمكن تجاوز المخاوف بدون أية تأثيرات سلبية؟

ومع الصورة التي تبدو قاتمة لأول وهلة لإجراء هذه العمليات، إلا أنه ينبغي التغلب على تلك المخاوف التي تجتاح البعض حيالها.

وهناك عدة نصائح في هذا المضمار، حيث ينبغي النظر للأمر بطريقة إيجابية، والتعامل مع الولادة القيصرية على أنها تجربة فريدة من نوعها ومغامرة ممتعة لا تستحق كل هذه المخاوف.

كما يجب تكوين اعتقاد راسخ بأن الحمل والولادة يجريان منذ بدء الخليقة، وهي شيء طبيعي مثل أي عمل لازم لاستمرار الحياة، وأن التغيرات التي طرأت في استخراج الجنين (الولادة القيصرية) تكررت ملايين المرات، وحققت نجاحات منقطعة النظير، ومن خضعت لها من النساء عاودت الحمل والولادة لمرات أيضًا بعد ذلك.

كذلك يجب أيضًا تجنب الاستماع إلى التجارب السيئة التي مرت بها أخريات.

أي يجب هنا أن تكوني على علم برغبة العديد من الأشخاص في تضخيم الأمور، وتصوير الأمر على أنه مهول، مع العلم بأن تجارب الولادة السيئة قليلة وتكاد تكون معدومة مقارنة بغيرها، كما أن عمليات الولادة القيصرية الناجحة تجري يوميًا في كل مكان بالعالم.

من الأمور التي يُنصح بالتحلي بها أيضًا، التفكير في وجود طفل في حياتك، وهذه النعمة الجميلة التي ستنضاف إليك، وأنها خطوة جديدة في تكوين أسرتك.

مقال آخر قد يُثير اهتمامك

نصائح ما بعد الولادة

هناك عدة نصائح على الحامل الاهتمام بها وضرورة تضمينها جدول حياتها عقب الولادة مباشرة، وما يُكسب هذا الأمر أهمية هو التغلب على التعب، ولتسريع التئام الجرح كذلك.

بداية يجب التأكد من عدم وجود أي علامات للعدوى بموضع الجراحة، وحال وجدتيه يتسم بالحمرة أو التورم أو أنه يسرِّب إفرازًا، يجب الاتصال بالطبيب فورًا.

كما يجب الحصول على الراحة لك ولطفلك، أيضًا التعامل مع الأمور بهدوء أمر هام خاصة في أول أسبوعين، ومن الضروري كذلك عدم رفع أي شيء ثقيل الوزن.

كما تجدر الإشارة إلى أهمية التعامل الفوري مع تقرح الجروح لعدم تفاقمها، وينصح في هذه الحالة بعدة إجراءات بناء على تعليمات الطبيب.

ولأن حالة عقب الولادة هي حالة تعافي من الحمل أيضًا، من المهم توقع عدة أعراض، منها اكتئاب ما بعد الولادة، حيث التغير الحاد في المزاج، أو ربما فقدان الشهية، أو الشعور بالإرهاق والتعاسة، هنا يجب التواصل مع الطبيب وشرح الأعراض بدقة.

قد يحدث أيضًا عملية فقدان للشعر أو تغييرات في الجلد، وهذا لا يدعو للقلق لأنه من أعرض فترة الحمل وبمرور الأيام (قد تصل إلى 5 أشهر) سيتم التعافي.

الشعور بوجع في الثديين متوقع كذلك، قد يصبحان ممتلئين وجامدين، عليك إذن بالرضاعة الطبيعية بشكل متكرر لتجنب الاحتقان.

إقرئي أيضًا

ونقص الوزن يعد من العلامات الكثيرة التي قد تعقب عملية الولادة القيصرية، وهذا أمر طبيعي حيث تقول الدراسات إن الحامل تفقد نحو 5 كليو جرام أثناء الولادة، مما يجعل تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة أمر بالغ الأهمية.

وبعد الولادة أيضًا ستمثل لك الإفرازات المهبلية بعض المعاناة لمدة أسابيع، لكنها ستنتهي بعد تغيرات في ألوانها.

كما قد تشعرين بانقباضات، لكن هذه الانقباضات على ما تسببه من آلام للمرأة فهي تعمل في الأيام الأولى على الحد من النزيف المفرط لضغطها على الأوعية الدموية في الرحم.

وفي النهاية تجدر الإشارة إلى أهمية التواصل مع الطبيب خلال الأسابيع الثلاثة الأولى بعد الجراحة، ستحدث عملية تقييم شاملة وهي مهمة.

كما ستتمكنين من التغلب على الحالة المزاجية السيئة، كما ستحصلين على نصائح هامة حول رعاية طفلك وتغذيته، كذلك من أجل النقاش والاستفادة بشأن الحمل والولادة مستقبلًا.

المصادر
Major Concerns of Women After Cesarean Delivery
Use of Safe and Appropriate Cesarean Section
شارك الموضوع
الطيب حسين

كاتب وصحفي مصري.