شهر رمضان هو بمثابة الألعاب الأولمبية التي يجب الاستعداد لها جيدًا، وذلك لا يقتصر على الامتناع عن الطعام فحسب، بل يجب أن يكون تناول وجبات السحور والإفطار وفق نظام محدد، دون إفراط أو تفريط!
وإذا كنت من أولئك الشغوفين بالأنظمة الغذائية المختلفة وتأثير كل منها على احتياجات الجسد، فغالبًا سيصادف آذانك اسم نظام الكيتو أو برامج الكيتو الغذائية، وذلك لأن برامج الكيتو هي إحدى البرامج الغذائية الأكثر شيوعًا في العالم للتخلص من الوزن الزائد!
وتطبيق برامج الكيتو أسهل مما تتوقع! ولا يوجد فرصة لذلك أفضل من شهر رمضان! إذ تشجع برامج الكيتو على الصيام المتقطع، والصيام خلال شهر رمضان مشابه جدًا لهذه الطريقة!
في رمضان. . لماذا نوصي ببرامج الكيتو؟
سُمّي النظام الغذائي “كيتو” أو “الكيتو” بهذا الإسم لأنه يُحفِّز جسدك على إنتاج جزيئات صغيرة تسمى “الكيتونات”، وهذه الجزيئات هي مصدر بديل يمكن استخدامها عند نقص الجلوكوز في الدم!
يمكنك أن تقرأ بتفصيل أكثر عن نظام حمية الكيتو الغذائي هنا.
وببساطة فإن نظام الكيتو هو نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون يوفر العديد من الفوائد الصحية، وتزداد أهمية اتّباع برامج الكيتو في رمضان لدورها في تقليل الكربوهيدرات بشكل كبير! وصدِّق أو لا تصدّق فإن جسدك في هذه الحالة يصبح مُتحفّزًا لحرق أكبر قدر من الدهون!
وبذلك تساعد، أنظمة الكيتو، على إبقاء نظامنا الغذائي فعًالًا، ولكي تعمل أنظمة الكيتو، على النحو المطلوب، يجب أن يكون للشخص، لاسيما في رمضان، عادات غذائية صحية!
برامج الكيتو هي ماكينات الطاقة!
يقول د. أندرياس إينفيلدت، الحاصل على دكتوراة في التغذية:
عندما تأكل القليل من الكربوهيدرات، أو ما يتضمن القليل جدًا من السعرات الحرارية، يُنتج الكبد الكيتونات من الدهون، وتعمل هذه الكيتونات كأنها مصدر للوقود في جميع أنحاء الجسد، وخاصة للدماغ!
وبذلك فإن اتّباع برامج الكيتو في رمضان تُحفز الدماغ ليكون نشيطًا، بما ينعكس على بقية وظائف الجسد!، فالدماغ عضو جائع يستهلك الكثير من الطاقة كل يوم!، ولا يمكن أن يعمل على الدهون مباشرة، يمكنه أن يعمل فقط على الجلوكوز أو الكيتونات، ومن هنا تأتي أهمية برامج الكيتو في رمضان!
وعندما يتم حرق الدهون طوال اليوم، وفق آلية عمل الكيتو، فإن ذلك يساعدك في نهار رمضان لتقوم بأنشطتك التقليدية، في العمل ومع العائلة، في سهولة ويسر دون شعور بتُخمة أو زيادة وزن ملحوظة!
برنامج الكيتو في رمضان
عندما يبدأ رمضان لا تهتم كثيرًا بالسمبوسة وغيرها من المأكولات الرمضانية التقليدية المعتادة!، أحد العناصر التي نوصي بها بشدة هو صنع مرق عظام تتناولها لمدة أسبوع مع وجبة الإفطار، فهذه واحدة من أكثر الأطعمة الصحية والتي تتناسب مع أنظمة الكيتو في رمضان!
إبدأ صيامك بتناول شيء يطلق في جسدك الطاقة ببطء ويبقيك ممتلئًا لفترة أطول! وعلى عكس ما تتصور فإن الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات مثل الأرز والمعكرونة لن تتكفل بهذه المهمة!، بل سيجعلك تشعر بالجوع في غضون ساعتين!
ويمكنك أن تتناول بودينغ الشيا المغطى ببعض التوت، وزبدة الفول السوداني؛ لأن الألياف تبقيك مشبعًا لفترة طويلة، وتجنّب الإسراف في المشروبات الحلوة مثل قطع الفاكهة وشراب الورد.
ولا تمنع أنظمة الكيتو في رمضان تناول ميلك شيك الأفوكادو أو الفراولة بزبدة الجوز والقشدة والماء وبعض مواد التحلية الصديقة للكيتو!
إننا كثيرًا ما نسمع أشخاصًا يقولون إنهم يشعرون بالتعب والخمول فور تناول وجبة الإفطار، وذلك بسبب الأطعمة المقلية التي يتم غمسها في الكاتشب غير الصحي وشراب السكر والزيت!، عليك أن تجرّب تناول الأطعمة الخالية من الكربوهيدرات، سواء كانت مشوية أو مخبوزة، وستندهش من النشاط والحيوية لديك!
كيتو البروتين!
اختيار البروتينات الخالية من الدهون هي وصفة كيتو المثالية لك، لاسيما في وجبات الإفطار الرمضانية الشهية!، ولا بأس أن تقوم بتضمين وجبتك الدجاج منزوع الجلد أو الديك الرومي.
ويمكنك أن تجعل على وجبة السحور ما ترغب فيه من منتجات الألبان قليلة الدسم، وإذا كنت نباتيًا يمكنك اختيار مصادر البروتين الأخرى مثل البقوليات والفاصوليا والمكسرات!، ولك أن تتناول ما تشاء من الأسماك والمأكولات البحرية والخضروات المعتمدة على الكيتو بما يتناسب احتياجاتك.
قهوة الكيتو!
عليك أن تجرّب قهوة الكيتو في ليالي رمضان!، فهي من المشروبات المفيدة جدًا للجسم، وستندهش حينما تعرف أن قيمتها الغذائية قد تعادل وجبة غذائية!، وهي تمد الجسم بطاقة هائلة في نهار رمضان!
ويمكنك إعداد قهوة الكيتو في رمضان من خلال إضافة ملعقة من الزبدة، مع ملعقة من زيت جوز الهند، مع كوب من الماء المغلي، في إناء، مع مراعاة التقليب المستمر.
ثم تضيف قليلًا من قهوة الاسبريسو، ولعلك ستحب إضافة ربع ملعقة من القرفة!، ثم امزج المخلوط جيدًا، مع التقليب المستمر، وبعد دقائق اسكب المخلوط واحصل على قهوة الكيتو الرائعة!
وفي حال اتّبعت أيًا من برامج كيتو في رمضان، فلا تنس أن الأهم من ذلك هو أن تحافظ على نظام صحي متوازن بما يتناسب مع احتياجات جسدك أنت، فقد لا يتناسب معك ما يناسب غيرك!، وإذا كنت بحاجة إلى استشارة طبيب تغذية فلا تتردد، فشهر رمضان فرصة رائعة لتحافظ على نظام صحي مناسب!
