يمكن للعادات الصحية الخاطئة خلال الصيام أن تسبب لنا مشكلات خطيرة. ولذلك ينبغي أن نحرص على ألا نسرف في تناول الحلويات، وأن نتجنب كل إفراط من شأنه أن يُنغِّص عيش أجهزتنا الهضمية لاسيما في شهر رمضان الكريم!
الإفطار في مطاعم الوجبات السريعة
قد تكون من محبي مطاعم الوجبات السريعة، وفي هذه الحالة عليك أن تتحدى نفسك وتُقاطع مثل هذه المطاعم وقت الإفطار في شهر رمضان!
وذلك لأن غالبية هذه المطاعم التي تعتمد على إعداد الوجبات السريعة تضيف الفركتوز عالي النكهة والصوديوم والزيوت المركزة التي يمكن أن تسبب مشكلات صحية كثيرة مثل أمراض القلب واضطرابات الكوليسترول!
وفي الواقع، هناك العديد من الخيارات أمامك! لن تضيف لك الوجبات السريعة مثل رقائق البطاطس والمعكرونة سريعة التحضير أية فائدة حقيقية!
ومن العادات الصحية الخاطئة أن تعتمد في وجبات الإفطار الرمضانية على الأطعمة المقلية، بخلاف ما إذا كنت تتناول أطعمة غنية بالعناصر الغذائية الضرورية لجسمك.
دون أن تضطر إلى تناول كميات كبيرة في أي من مطاعم الوجبات السريعة!
الإفراط في تناول الكربوهيدرات أثناء السحور
البعض منا يلجأ لحيلة، قد تبدو له ذكية أثناء تناول وجبة السحور، وهي الإفراط في تناول الكربوهيدرات، ظنًا منه أن ذلك سيؤدي للشبع في نهار رمضان!
وذلك بخلاف حقيقة ما يحدث، إذ ستتحول الكربوهيدرات إلى سكر وستسبب في ردود فعل عكسية في الجسم بمجرد الإنتهاء من تناول الطعام!
فالاعتماد على الأطعمة الكربوهيدراتية، خاصة أثناء الصيام، هو من أكثر العادات الصحية الخاطئة، والتي يمكن أن تسبب ارتفاع مقاومة هرمون الأنسولين وزيادة الوزن.
بالإضافة إلى الإحساس بالحرقان في الحجاب الحاجز في نهار رمضان!
يقول الدكتور، رافي أرورا، أخصائي السكري في إن إم سي أبوظبي:
إن الصيام لفترات طويلة يمكن أن يسبب حموضة في المعدة، ويمكن أن تتفاقم الحالة عن طريق تناول الكثير من الكربوهيدرات أثناء السحور والإفطار، مما يؤدي إلى اضطرابات المعدة.
وعند تناول الكربوهيدرات، سيكون من الجيد موازنة ذلك مع تناول كميات معقولة من البروتين، سيساعدك تناول البروتينات مثل الدجاج والأسماك واللحوم على منع جسمك من اكتساب أوزان إضافية.
حتى تتمكن من تناول الطعام بشكل مريح خلال عيد الفطر!
الاقتصار على البروتينات كوجبة رئيسية
خلال شهر رمضان من المرجح أن يزداد وزنك! لاسيما إن كنت ممن يحبون الوجبات البروتينية اللذيذة!
قد تجد نفسك تستهلك كميات كبيرة من البروتين في الإفطار، أكثر من أي وقت مضى قبل الصيام، وذلك من أبرز العادات الصحية الخاطئة.
وقد تجد في العزومات الرمضانية، أن البروتين يحتل أشهى الأطباق الرمضانية المتاحة! سيبدو لك الأمر كما لو أن زيادة الوزن لا مفر منه!
يجب أن تدرك أن تنظيم تناولك للطعام، والموازنة بين العناصر الغذائية، هو العامل الأكثر فاعلية في تحسين الصحة وطول العمر!
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الصيام خلال شهر رمضان، إذا تم بشكل صحيح، يسمح لجسمنا باستخدام البروتينات على نحو فعّال!
ولذلك اسأل نفسك كل يوم في رمضان، هل ستأكل إفطارًا متوازنًا ومغذيًا؟! وهل لديك خيارات سحور وإفطار صحية؟!
قم بتضمين وجبات الإفطار والسحور كميات معقولة من بعض الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والألياف.
إلى جانب الفواكه والخضروات وكذلك اللحوم الخالية من الدهون ومنتجات الألبان قليلة الدسم!
الإفراط في السكريات والدهون
احذر في رمضان أن تتجاوز حصص السكريات والدهون المعقولة على مائدتك الرمضانية! فالكثير من العادات الصحية الخاطئة يعود إلى استهلاك السكريات والدهون بشكل جنوني!
تحدّى نفسك في رمضان وتحكّم في كميات السكريات التي تتناولها يوميًا!
ويمكنك الاقتصار على السكر الطبيعي، مثل: الفواكه والعسل، بدلًا من ليترات المشروبات الغازية المحملة إليك بديناميت السكريات المتراكمة!
وتجنب الدهون غير الصحية قدر الإمكان، وعند الطهي اجعل وصفاتك الرمضانية المفضلة بدون قلي، ويمكنك الطهي ببعض الزيت النباتي أو الطهي بالبخار.
لكن لا تنس أن تضيف الدهون الجيدة والمفيدة لك، وتستطيع تقطيع الأفوكادو إلى شرائح فوق السلطة أو رش بعض بذور عباد الشمس في الحساء، ويمكنك استخدام زيت الزيتون في تتبيلاتك وصلصاتك المفضلة!
موضوع قد يعجبك
عدم شرب كمية كافية من السوائل
البعض منّا بالكاد يشرب كمية محدودة من الماء في يوم عادي، ومع الصيام لساعات طويلة في النهار، لاسيما في الصيف، ليس من المستغرب أن نكون على شفا الجفاف!
لذلك فإن تناول كميات كافية من الماء مهم للغاية؛ لتصمد معنا أجسامنا في نهار رمضان!
إن شرب كمية غير كافية من الماء والسوائل الأخرى من العادات الصحية الخاطئة التي تؤدي إلى الإمساك وأمراض الجهاز الهضمي، وهو ما سيجعل شهر الصيام فرصة غير مرحب بها لزيارة الأطباء!
وإذا كنت لا تشرب الماء كثيرًا، فحاول تناول الحساء والفواكه ذات المحتوى المائي الكبير!
تناول مشروبات تحتوي على الكافيين
إن شرب الشاي أو القهوة، لاسيما أثناء السحور، وبخلاف توقعاتك، سيؤدي إلى شعورك المستمر بالجفاف! وبسبب الجوع المتواصل يمكن أن يسبب الكافيين الصداع!
وبدلاً من القهوة أو الشاي، من الأفضل لك تناول كمية مناسبة من الماء أثناء السحور والإفطار لتقليل الجفاف في حال تناولت مشروبات تتضمن الكافيين!
ويمكنك بدلًا من الكافيين أن تتناول عصائر طبيعية بكمية معتدلة لتصبح أكثر نشاطًا وحيوية!
النوم مباشرة بعد السحور
من أبرز العادات الصحية الخاطئة التي نقوم بها في رمضان هي الذهاب للنوم مباشرة بعد تناول وجبة السحور، وذلك قد يسبب مشكلات في الجهاز الهضمي!
وذلك لأن جسمك يجب أن يعمل بجد أكبر لهضم الطعام عندما يكون في وضع الراحة!
وحتى إذا كنت لا تنام حقًا، فمجرد الاستلقاء على مرتبة أو أريكة بعد تناول الطعام قد يسبب مشكلة، فلا يزال من الممكن أن يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض القرحة بسبب فرط حمض المعدة!
وسوف يثير ذلك إحساسًا بالحرقان في الصدر وصولًا إلى الحلق!
ويمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث أعراض مرض الارتجاع المعدي المريئي؛ لأن الصمام الموجود بين المعدة والمريء ليس مغلقًا تمامًا، مما يجعل حمض المعدة يمر من المعدة إلى الحلق!
ورغم أية تحذيرات من الإفراط في تناول طعام معين، أو التنبيه على عدم الاقتراب من مشروبات بعينها في ليالي رمضان، إلا أن كل شخص هو طبيب نفسه!
وكلٌّ منا هو المسؤول عن سلامة صحته، فالاقتصاد في تناول الطعام دون إفراط أو تفريط من مبادئ شريعتنا السمحة ومن البديهيات العلمية والطبّية أيضًا!
