أمومة وتربية

ما هي فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والرضيع؟

ما هي فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والرضيع؟
شارك الموضوع

يعدّ التحضير لوصول طفلك فترة مثيرةً ومزدحمة بالأحداث في حياتك. لذ يصبح أحد القرارات الحاسمة حول كيفية تغذية مولودك، والحصول على المعلومات والخيارات والدعم الصحيح أمور أساسية ومهمة. توفر الرضاعة الطبيعية العديد من الفوائد لكل من الطفل والأم. توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (American Academy of Pediatrics) بالرضاعة الطبيعية حصريًا خلال الأشهر الستة الأولى، والاستمرار فيها طالما رغب والطفل والأم، حتى بعد مرحلة تقديم الأطعمة الصلبة.

لكن قد تختلف حالة كل أم عن الأخرى، ولا يستطيع الجميع اتباع الرضاعة الطبيعية لأسباب مختلفة. يمكنك اختيار مزيجٍ من الرضاعة الطبيعية والحليب الصناعي أو الرضاعة الطبيعية لفترةٍ أقصر.  غير أن توفير بعض حليب الثدي يقدم فوائد حقيقية لطفلك. على الرغم من أن الرضاعة الطبيعية الحصرية تعتبر مثالية في البداية، إلا أنها ليست قراراً شاملاً. بشكل عام، كلما طالت فترة الرضاعة الطبيعية، زادت الفوائد التي ستحصلين عليها أنت وطفلك، ودامت لفترة أطول.

لماذا تعتبر الرضاعة الطبيعية مفيدة جدًا لطفلك؟

يحتوي حليب الأم على مزيج متوازنٍ من البروتينات والدهون والكربوهيدرات، إلى جانب الفيتامينات والمعادن الأساسية، ما يعزّز التطوّر الأمثل للمولود. إضافة إلى ذلك، فإن حليب الثدي غني بالأجسام المضادة والإنزيمات التي تقوي جهاز المناعة لدى طفلك، وتوفر الحماية ضد العدوى والأمراض. إن عملية الرضاعة الطبيعية في حد ذاتها تُعزز رابطة فريدة بين الأم والطفل، ما يخلق شعورًا بالأمان والاتصال العاطفي بينهما.

بالإضافة إلى المزايا المباشرة، فإن الرضاعة الطبيعية لها آثارٌ طويلة المدى على صحة طفلك. تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية يكونون أقلّ عرضة للإصابة بأمراض مزمنة مثل السمنة والسكري والحساسية في وقت لاحق من الحياة. إذ تتطور تركيبة حليب الثدي لتتكيف مع الاحتياجات الغذائية المتغيرة لطفلك، ما يضمن الإمداد المستمر له بالعناصر الغذائية الأساسية. بالإضافة إلى ذلك، تسهم الرضاعة الطبيعية في تحسين التطور المعرفي، وتعزيز ذكاء الطفل وقدراته المعرفية.

ولا يمكن أن تنسي أن الرضاعة بشكل طبيعي تعزز التطور الصحي للجهاز الهضمي للطفل، ما يقلل من احتمالية حدوث مشاكل في جهازه الهضمي. وتساعد عملية الرضاعة من الثدي كذلك في نمو عضلات الفك والوجه، أي أنها تسهم في نمو الفم بشكل سليم.

لماذا الرضاعة الطبيعية جيدة بالنسبة للأم؟

لا توفر الرضاعة الطبيعية فوائد عديدة للطفل فحسب، بل توفر أيضًا مزايا كبيرة لرفاهية الأم. أولاً، تساعد في إنقاص الوزن بعد الولادة عن طريق الاستفادة من السعرات الحرارية المخزنة أثناء الحمل. ما يساعد الأمهات على استعادة وزنهن قبل الحمل. وتؤدي عملية الرضاعة طبيعيًا إلى إطلاق هرمون الأوكسيتوسين، وهو الهرمون الذي يساعد الرحم على العودة إلى حجمه الطبيعي بسرعةٍ أكبر. ما يقلل من دم النفاس، ويسرع عملية الشفاء الشاملة.

كما تمّ ربط الرضاعة الطبيعية بانخفاض خطر الإصابة ببعض المشكلات الصحية للأمهات، بما في ذلك سرطان الثدي والمبيض. وهي تعمل كوسيلة طبيعية لمنع الحمل في الأشهر الستة الأولى بعد الولادة، على الرغم من أنها ليست وسيلة مضمونةً. ومن الناحية العاطفية، تعزز الرضاعة طبيعيًا الرابطة القوية بين الأم والطفل، وتقوّي مشاعر التقارب بين الأم ورضيعها. ويمكن أن يسهم الاتصال الحميم الذي تم إنشاؤه خلالها في تقليل خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.

اقرأ أيضًا: 15 مشكلة تخص الرضاعة الطبيعية وكيفية حلها

وباختصار، توفر الرضاعة الطبيعية للأمهات مجموعة من الفوائد الجسدية والعاطفية. ما يسهم ليس فقط في صحتهن ولكن أيضًا في إقامة علاقة قوية مع أطفالهن الرضع. كما تشمل الفوائد الشاملة للرضاعة طبيعيًا مزايا غذائية ومناعية وعاطفية وصحية طويلة المدى. ما يجعلها أساسًا حاسمًا لا يمكن استبداله لنمو طفلك وازدهاره.

شارك الموضوع
فريق يارا

فريق المحرّرين بموقع «يارا».