قضايا المرأة

اللانجيري في قلب الثورة على قيود الجسد

اللانجيري في قلب الثورة على قيود الجسد
شارك الموضوع

الملابس الداخلية النسائية أمر شخصي للغاية، إنه شيء ترتديه المرأة كل يوم، ولابد أن تكون مناسبة ومريحة، فإذا كنتِ لا ترتدين حمالة صدر مناسبة لن تظهر إطلالتك جذابة كما ترغبين!

وكلما أجادت المرأة اختيار ملابسها الداخلية، لن يساعدها ذلك لتبدو أنيقة فحسب، بل ستبدو حينها واثقة من نفسها، وقادرة على التفاعل مع الأحداث اليومية، دون خجل، ودون أي شعور يخالجها ويدفعها للارتباك.

اللانجيري والثورة على قيود الجسد

تقول شيرا ويلر، المؤسس المشارك لشركة ODDOBODY الناشئة للملابس الداخلية، والتي تركز على صحة المرأة والعناية بها: ​​

إننا نرى الكثير من النساء الآن يصنعن علامات تجارية، لملابس داخلية، ذات مواصفات غير تقليدية، ربما لا يرتبط ذلك بمعاني الثورة، لكنه يُشعرنا بذلك تمامًا!

ولا غرابة في أن أفكار النسوية قد توسعت في الآونة الأخيرة، ويؤمن بها أعداد متزايدة، من النساء، حول العالم، وقد امتدت تلك الأفكار إلى حرية اختيار الملابس الداخلية، المريحة للنساء، دون أية اعتبارات أخرى، وتوافقنا في ذلك هايدي زاك، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ثيرد لوف، وهي من كبار منافسي فيكتوريا سيكريت في صناعة اللانجيري، إذ تقول:

خلال العام الماضي، بدأت النساء في شراء حمالات الصدر، والملابس الداخلية، لأنفسهن؛ لأنهن يعتقدن أنهن مستحقات للشعور بالراحة، والجمال، والحرية.

لقد تم إجبار النساء، لفترة طويلة جدًا، وعبر حملات إعلانية ضخمة، بما هو مثير،  من قبل شركات حمالات الصدر، والملابس الداخلية، التي تصور نوعًا واحدًا من اللانجيري، ليقتحم ذلك الوعي النسائي الجمعي، ويؤثر فيه بقوة، وغالبًا ما يكون ذلك من منظور الذكوريين، المسيطرين على عدد من مصانع اللانجيري، في العالم.

وفي الحقيقة لم تعد النساء تؤمن سوى بأنهن، المالكات الحقيقيات، لأجسادهن، وترى، الكثيرات منهن، أن كثيرًا من سياسات شركات ومعارض اللانجيري تعتمد صورة جسدية غير واقعية، وغير قابلة للتحقيق، تجعل من المرأة أداة في سوق نخاسة تفرض مجموعة من المعايير غير الحقيقية!

احرقوا كل قطع اللانجيري غير المريحة

كتبت الناشطة في الملابس النسائية، إليزابيث ستيوارت فيلبس، “إحرقوا كل الكورسيهات”، وهو نوع من الملابس، التي يُطلق عليها “مشدات”، كانت قد انتشرت في الستينات، وكانت تعتمد على شدّ جسد المرأة؛ ليبدو متناسقًا للرجال، على حساب راحة النساء!

وعادة ما ترى النسويات، في المشد الفيكتوري، الذي يظهر في بعض الأفلام السينمائية، الإنجليزية القديمة، رمزًا لسيطرة مجتمعنا الأبوي على حرية المرأة، لم يضر ذلك بحرية المرأة فحسب، بل تسبب في ضرر بالغ لجسدها أيضًا!

لقد كانت الملابس الداخلية، قديمًا، تقتحم خصوصية المرأة، وتفرض عليها الانصياع للشكل الذي يريدها الرجل عليه، مما أدى إلى ضيق أجساد النساء بشكل مؤلم! وكان، بعض هذه الملابس، يقوِّم ظهر المرأة، ويعزز الثديين من خلال دفعهما معًا، بشكل مبالغ فيه، وكان ذلك إلزاميًا بالنسبة للمرأة، كانوا يرون أن ذلك سيجعل لها جاذبية مثيرة!

عارضات اللانجيري الفاتنات، مشكلة تؤرق عامة النساء

في أوائل القرن العشرين، كان يُنظر إلى الملابس الداخلية الرائعة، على أنها عامل مهم في حياة الأزواج، لذا فإن ارتداء ملابس داخلية زاهية، ومثيرة للزوج، كان بمثابة إعلان عن حياة زوجية سعيدة غالبًا، وبعض النساء برعن في التفنن، في اختيار ملابسهن الداخلية، لتبدو الواحدة منهن أمام زوجها، على النحو الذي تبدو عليه صور مارلين ديتريش، ومارلين مونرو، وإليزابيث تايلور، وجميع هؤلاء الفاتنات، كن عميلات دائمات، عند مصمم الملابس الداخلية الشهير، في هوليوود، جويل بارك.

وتفهم النساء الآن قواعد اللعبة، وتخلصت الكثيرات منهن، من عقدة عارضات أزياء اللانجيري الفاتنات، وبمرور السنوات يتضح لمن له عينان، أن التيار السائد، في اختيار الملابس الداخلية النسائية، يتصالح مع الاختلافات المميزة لكل امرأة، والتي، بطبيعة الحال، تتفاوت من جسد لآخر!

لقد وصل، ذلك الأمر، إلى تحرر كامل، من كثير من أفكار الرجال، مع صعود نجم مصممين، يدعمون أفكار النسوية، مثل: فيفيان ويستوود وجان بول غوتييه، ويمكنك أن ترى ذلك حين بدأت قطع اللانجيري تعكس بصدق، بل وبقوة، الانطباعات الجديدة للمرأة، في التحكم في شكلها، ومظهرها الداخلي قبل الخارجي، والكيفية التي تريد أن تبدو عليها!

مفارقات اللانجيري

من بين المفارقات العديدة، في الحياة الأنثوية، التي قد تكون أحيانًا مليئة بكريمات الأساس وغسول البشرة وطلاء الأظفار وشامبو الشعر باهظ الثمن، تفاجئنا العلاقة العكسية بين قدر المال المدفوع، مقابل الملابس الداخلية، وعدد الدقائق التي تقضيها المرأة في ارتدائها، أنا أسميها مفارقة الملابس الداخلية!

إنه أمر مزعج، ومحرج في بعض الأحيان، للنساء والرجال على السواء، ربما يصل ما تشتريه المرأة العربية، من قطع اللانجيري، على مدار العام، إلى مئات الريالات أو الدينارات، بينما بمجرد أن تكون مع زوجها، في غرفة النوم، تخلع كل ذلك فورًا، وتبدأ العلاقة الحميمية، في تولي دفّة السفينة، تاركة أكوام الملابس الداخلية على قارعة الطريق!

ترى بريدجيت جونز، مصممة اللانجيري اللامعة، أن، الإغراق في اللانجيري، هو بمثابة مقدمة قوية لممارسة الجنس، ربما لأن الجنس يتطلب مستوى غير عادي، من الإدراك العقلي، في المقام الأول، وهي المهمّة التي تقوم قطع اللانجيري المثيرة والزاهية، على تحقيقها، على نحو رائع!

لكن قد تؤثر هذه المفارقة، على مدى تقييمكِ لمتعة التسوق، أثناء شراء الملابس الداخلية الفاخرة، بافتراض أنكِ من النوع الذي يجد تبادل رأس المال، مقابل السلع الاستهلاكية، أمرًا ممتعًا!

احذري الخدع التسويقية ولكن لا تتهاوني بشأن صحتك

إيما باركر، المحامية والرئيس التنفيذي لشركة Playful Promises ، البريطانية الرائدة، في مجال اللانجيري، تخبرنا عن سبب نضال النسوية بشأن حرية ملابس المرأة:

الملابس الداخلية النسائية قضية نسوية الآن! لكن، في وقت ما، في الماضي، كان بإمكاني أن أرى فجوة كبيرة، بين احتياجات المرأة ومتطلبات العلامات التجارية، ذات الصلة بالملابس الداخلية النسائية.

تقول باركر: “فكرة أن لديكِ، مقاس حمالة صدر واحد، يناسبكِ تمامًا، هو هراء تسويقي، لا تدعي الشركات تخبركِ أنكِ لا تعرفين، مقاس حمالة الصدر، الأنسب لكِ! فقط ارتدي حمالة صدر، وقرري ما إذا كانت مريحة، لدينا جميعًا أفكار مختلفة عن مفهوم الراحة!”

على سبيل المثال، إذا كان حجم حمالة الصدر المعتاد، الخاص بك، هو 34C ولكن غير متوفر، يمكنك تجربة مقاس 32D أو 36B، ومع موسع حمالة صدر، ربما تبدو الأمور مناسبة بعض الشيء.

رغم اتفاقنا على أنه، لا مقاس موحد، لقطع مثل حمالات الصدر، إلا أن اعتياد ارتداء حمالة صدر ذات مقاس خاطئ تمامًا، كل مرة، ليس فقط أمرًا مزعجًا، بل يمكن أن يسبب مجموعة من المشكلات الصحية!

إذ ترتبط حمالات الصدر الخاطئة، بآلام الرقبة، والظهر، والكتف، وقد تسبب أيضًا تغيرات دائمة، في الجسم، مثل الأخاديد العميقة، في الكتفين، الناتجة عن الضغط، من جراء أحزمة كتف حمالة الصدر! وكذلك قطع اللانجيري الأخرى، والتي قد يتسبب ارتداؤها، بشكل خاطئ، في مضاعفات غير متوقعة نهائيًا!

حمالات الصدر وجراحات الثدي

 لقد ارتبطت حمالات الصدر، غير الملائمة، بالرغبة في إجراء جراحة تصغير الثدي، ومع وجود 80% من النساء، اللاتي يرتدين حمالة صدر خاطئة القياسات، فمن المحتمل أن تكون هذه مشكلة كبيرة لهن، في المستقبل، وفي دراسة حديثة، قيّمت ملاءمة حمالة الصدر، للنساء الراغبات، في جراحة تصغير الثدي، كانت المفاجأة أن جميعهن يرتدين حمالة صدر خاطئة!

وفي الحقيقة يصعب قياس حجم حمالة الصدر المناسبة بدقة، إذ تتأثر دقة قياس حمالة الصدر بالتنفس، وبالوضعية نفسها، ومدى نحافة الجسم، ويقترح بعض الباحثين، أن قياس حجم حمالة الصدر، يجب أن يتم على حمالة صدر رفيعة، وغير مبطنة ومجهزة جيدًا.

ويمكن أن يكون سوق حمالة الصدر، مربكًا جدًا، ولكن، على عكس الأحذية، يتغير حجم الثديين، وشكلهما، وموضعهما طوال الدورة الشهرية للمرأة، وبمرور السنوات أيضًا، لذلك يمكن أن يتغير حجم حمالة الصدر بانتظام!

اللانجيري كصورة ذهنية مضللة عن المرأة

حاول البعض إظهار الروابط الإيجابية، بين صناعة قطع اللانجيري المختلفة، والجنس الأنثوي المتحرر، والترويج بشكل مبتذل للقيم النسوية، من خلال إشاعة مبدأ أن صناعة اللانجيري تعزز الحركات النسائية، عبر إرسال رسائل عن أن الملابس الداخلية هي، في حقيقتها، تعبير عن النشاط الأنثوي، الذي يحدد شخصية المرأة.

وذلك ليس صحيحًا على مثل هذا النحو المضلل!

فالنسوية لا تهدف لتكون الغرائز والشهوات هي رمز المرأة، بل تهدف النسوية، في حقيقتها، لتمتّع المرأة بكل الحقوق الممكنة، لتستطيع اتخاذ خياراتها، في شؤون حياتها اليومية، بما في ذلك التعليم، والوظيفة، والموضة، والجنس، والأسرة، والأبوة والأمومة، والملكية والزواج، إن النسوية تتعلق، أيضًا، بفهم وتحدي هياكل السلطة، غير المتكافئة، والعلاقات الاجتماعية الهرمية، التي يتم، من خلالها، إجبار المرأة على خيارات ذكورية!

لذلك فلا يمكن تحديد، الصورة الذهنية عن المرأة، بجسد مثير تتألق عليه قطع لانجيري مثيرة، وبمجرد البحث السريع عن الصور عبر محرك البحث، جوجل، باستخدام مصطلح “اللانجيري”، سيكون ذلك كافيًا، لتوضيح الترويج الذكوري لمواصفات جسد المرأة المثالي!

من الصعب إقناع كل هؤلاء بقواعد جديدة للجسد الأنثوي، وإذا كانت الملابس الداخلية، عمومًا، تتعلق بالتعبير عن متعة المرأة، وحياتها الآمنة، في بيئة خاصة وحميمة، فلماذا هناك حاجة لمثل الصور الترويجية العارية، والسخيفة، والمبتذلة غالبًا؟!

اللانجيري في الوعي العربي

أعتقد أن الصورة الكلاسيكية، التي تتبادر إلى الذهن العربي، هي التفكير، في “اللانجيري”، على أنها مجموعة متنوعة، من التوابل المثيرة والحياة الجنسية الساخنة، والمصممة لإثارة المشاعر الذكورية، في المقام الأول، وأنها تعطي إحساسًا برائحة العطر المفضل، ويكاد يكون مفعولها سحريًا!

إنها، في الوعي العربي، تعويذة هادئة للأنوثة المتحررة، فعند ارتداء الملابس الداخلية المثيرة، تشعرين كما لو كنتِ الآن ملكة جمال العالم، ومع تنوع قطع اللانجيري، يمكنكِ تصوّر نفسكِ في العديد من الأدوار، يمكنكِ استكشاف التعقيدات متعددة الأوجه لأوهامكِ العابثة!

التصالح مع الجسد

واحدة من أولى ذكريات النساء، في المنطقة العربية، هي أفكار عار الجسد، إنها منتشرة للغاية، ولا تهدف إلا إلى إيذاء مشاعر المرأة، والافتئات على حقوق جسدها، وبالنظر إلى فترة الطفولة المبكرة، قد تواجه الفتيات مشكلات الحكم على الذات، وتقييم الجسد، فحين تمتلك واحدة فخذين سمينين، قد يؤثر ذلك على شكلها، ورأيها في جودة ملابسها الداخلية، ونظرتها لنفسها، لاسيما حين تضع نفسها في مقارنة مباشرة مع نجمات السينما!

وحين تأتي العشرينات بكل ما فيها من مشكلات زيادة الوزن، والسمنة المفرطة، ربما تزداد الأمور سوءًا، وربما يصبح هناك حاجة لتدخل الأمهات، في مناقشات عاجلة، وموضوعية، وهادئة، مع بناتهن، لفهم ما يعانين، ومحاولة البحث عن حلول سريعًا، قبل أن تتطور الأمور، لما يصعب معه أي نقاش.

وبعض الفتيات، إذا لم يجدن حلولًا سريعة، لمشكلات الجسد، يبدأن في متاهة جلد الذات، وبعضهن يبحث، على الإنترنت، لساعات، عن نساء يرتدين ملابس داخلية أنيقة، كأنهن، في محاولة لإشباع الندم، عن الفقدان، لكن بمرارات أخرى جديدة، كأنها مرحلة أخرى، من دمج ماضيها في مستقبل أخريات، فقد يكفي البعض ذلك الشعور بالرضا، عند تخيل امتلاك أجساد أخريات.

ورغم كل شئ، يتطلب تغيير النظرة إلى الجسد، تعاون الأسرة والأصدقاء، وأحيانًا يحتاج لتدخل طبيب، وجلسات نفسية بسيطة، أو متابعة دورية، إن رحلة حب الجسد لن تكون طويلة، إذا ما تكاتفت جميع عناصر العلاج في نفس الوقت، وقد يكفي مجرد نصيحة صغيرة من الأم، أو ورقة تضعينها، على مرآة غرفتك، مكتوب عليها: أنا جميلة كما أنا عليه الآن!

إقرأ أيضًا

اللانجيري صناعة ناجحة أم استغلال للمرأة؟

هل يهم حقًا من يصنع قطع اللانجيري التي ترتدينها؟ أعتقد أننا، جميعًا، نعرف الإجابة التي سيقولها معظمنا، “لا، لا أفكر في ذلك”، والحقيقة المحزنة، التي وراء ثراء العديد، من عمالقة صناعة اللانجيري، الذين يصدرون، كذبًا وزورًا، شعارات حرية المرأة، هي أن غالبية هؤلاء يستغلون آلاف النساء في العمل بالسُّخرة مقابل أجر زهيد!

في بلدان مثل الصين والهند وبنغلاديش، تستأجر كثير، من شركات اللانجيري، النساء، اللاتي يعملن في، خياطة حمالات الصدر وسائر قطع اللانجيري، بكل عناية، حيث يعملن على خياطة كل حبة، أو غرزة، أو ملصق، أو لوحة قماش، يدويًا، مقابل أجر غير عادل، في بلد أخرى لا يعارض منح النساء أجورًا غير عادلة!

وما يحدث في ذلك الصدد، هو سعار التنافسية بين العمالقة الكبار، مثل فيكتوريا سيكريت وغيرها، فقد تلاحظ علامة تجارية أن منافسها يبيع حمالة الصدر، بسعر 12 جنيهًا إسترلينيًا، فيريدون بيع ملابسهم، بالتجزئة، بسعر 10 جنيهات إسترلينية، فيتواصلون مع مصنع ببلد آخر، ويخبرونهم هناك، أن العلامة التجارية X تبيعه مقابل، 12 جنيهًا إسترلينيًا، بينما يريدون هم بيعها مقابل، 10 جنيهات إسترلينية!

لذلك يتوقعون أن يخفض المصنع أسعاره، وإلا سينقلون أعمالهم إلى مصنع آخر، وفي سبيل ذلك يرغب المصنع في تحقيق أقصى ربح ممكن، بتعيين نساء يضطرهن لقبول أجر متدني، فيقبلن بذلك، لأنه المتاح.

أرباح هائلة مقابل تسليع المرأة

ولو صادفك الحظ، وأجريت محادثة عابرة، مع بعض رواد وعمالقة هذه الصناعة، الذين يستبيح، بعضهم، عرق النساء، وكفاحهن للعيش، بمقابل مادي معدوم تقريبًا، سيخبرونك أنهم يجنون أرباحًا هائلة، ستطالعك، مجلة فوربس، بأرباح خيالية لبعض هؤلاء!

ولكن لن يخبرونك عن النصف الآخر من القصة، أن هذه الأرباح الخيالية، لدى البعض، كانت على حساب أجر العاملين لديهم، إنهم يسلطون الضوء، في حديثهم، على أهمية سياسات التصنيع في الخارج.

ليس فقط من أجل القوة الشرائية، ولكن للحصول على أرباح أعلى بكثير، حتى لو تم في سبيل ذلك إهانة امرأة، أو تعرضها للضرب، بسبب بطء شديد في الخياطة، وحتى لو تم في سبيل ذلك انهيار مصنع الملابس بسبب ظروف عمل غير آمنة، أو لإجبار مصنع لموظفيه على العمل، حتى اكتمال الطلب، دون أية مراعاة لأية اعتبارات إنسانية طارئة!

في زمن كورونا، هل تم إعدام حمالات الصدر؟!

مع بدايات وباء كورونا، كان العمل من المنزل، فرصة للتخلص من الملابس الداخلية غير المريحة، وغير الضرورية، لقد غيّرت سياسات الإغلاق والحظر، الكثير من المعايير التقليدية، حول الطريقة التي نقدم بها أنفسنا للعالم، وبالنسبة للعديد من النساء، كان التخلي عن صدرياتهن أمرًا شائعًا في المنزل، مع اعتماد الكثير من الشركات لسياسات العمل بداخل المنزل، ولا يخفى على أي امرأة ذلك الشعور بالراحة، الذي تقيده حمالات الصدر خارج المنزل!

من يستطيع أن ينسى سؤال الفنانة الكوميدية، جينا ياشير، إلى ميشيل أوباما عندما أجرت الجارديان مقابلة معها: “هل كانت نهاية رئاسة زوجك، بمثابة خلع صدريتك بعد يوم طويل؟”، وعلى الرغم من ذلك تقول كلير تورنر، رئيسة قسم المنتجات وتخطيط التوريد، في ماركة الملابس الداخلية Bravissimo: “أعتقد أن حمالات الصدر موجودة لتبقى”.

تقدم شركة Bravissimo خدمات استثنائية، للنساء ذوات الصدور الكبيرة، واللاتي يُفضّلن شراء حمالات الصدر، لتكون لهن إطلالة جميلة ورائعة، كما أن حمالات الصدر تمنع الحركة المفرطة، فعندما يتحرك الثدي، وهو ما يحدث أثناء الأنشطة الرياضية، يمكن أن تسبب هذه الحركة ضررًا للعظام الداعمة للثدي، وهذه ميزة هائلة لحمالات الصدر، رغم كل الشكاوى المتعلقة بارتدائها لفترة طويلة، خارج المنزل.

إن ارتداء قطع اللانجيري المختلفة، داخل وخارج المنزل، قضية محسومة عند غالبية النساء، إنها مسألة ذات طابع جمالي بامتياز! ولكنها قد تحمل في طيّاتها أيضًا، بعض رائحة الثورة والتوق إلى تحرير الجسد!

شارك الموضوع
فريق يارا

فريق المحرّرين بموقع «يارا».