The Queen’s Gambit أو ما يُعرف بالعربية “مناورة الملكة”، هو مسلسل من سبع حلقات، تمّت إذاعته لأول مرة في 23 أكتوبر 2020 على شبكة Netflix.
وتدور أحداثه في حقبة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، وتتناول حلقات المسلسل القصة الأسطورية لبيث هارمون، معجزة الشطرنج الأمريكية.
وبالأساس فإن “مناورة الملكة” مأخوذ عن رواية كتبها والتر تيفيس عام 1983، وعلى شاشات نتفليكس قامت أنيا تايلور جوى البالغة من العمر 24 عامًا وقت عرض المسلسل بدور البطلة، والذي يغوص بعمق في موضوعات الهوية والهوس والإدمان والنسوية وثورة الثقافة المضادة في الستينيات.
المقال يحتوي على حرق لبعض الأحداث
مسلسل خارج التوقعات
لفت انتباه الآلاف من معجبي لعبة الشطرنج أزياء مسلسل The Queen’s Gambit ذات الألوان الفاتحة غالبًا، والموسيقى التصويرية المثيرة جدًا.
كان كل ذلك بمثابة لوحة فنية تعمل كخلفية لكفاح بطلة الرواية ضد تفكك أسرتها وصراعاتها العائلية التي أدت بها لحافة الإدمان!
لقد تمكن صناع المسلسل من تحويل لعبة الشطرنج المملة للبعض إلى واحدة من أكثر الأعمال الدرامية جاذبية وإبهار.
ثق بي. . حتى لو كنت شخصًا ليس لديه أدنى فكرة عن أية ألعاب استراتيجية، ستجد نفسك منغمسًا تمامًا مع أحداث المسلسل!
ورغم اقتصاره على سبع حلقات فقط، إلا أن جودته الفنية استدعت ذاكرة كل عظماء اللعبة، لاسيما من النساء، وقد تكون جوديت بولغار هي المرأة الوحيدة في العالم التي تعرف كيف تشعر بيث بطلة المسلسل.
إذ نبغت بولغار في الشطرنج، وتفوقت على أفضل لاعبي الشطرنج، بما في ذلك غاري كاسباروف في عام 2002 عندما كان في المرتبة الأولى على كل لاعبي العالم!
وصفت بولغار المسلسل بعد مشاهدتها له بأنه: “أداء خيالي!”، قالت إنه يمنحها إحساسًا بالديجا فو، كأنها عاشت كل تلك الأحداث في وقتٍ ما، أسهبت الصحف الأجنبية في نقل تعليقات بولغار عن المسلسل.
وكيف لا وهي المرأة الوحيدة التي تم تصنيفها في المراكز العشرة الأولى في العالم!
لكن في أحاديثها الصحفية أشارت بولغار إلى أنها تلقت تعليقات مهينة من زملاء مشاركين في اللعبة حول حقيقة قدراتها، وفي بعض الأحيان كانوا يطلقون عليها النكات ويجعلونها محل سخرية، اعتقدوا أن ذلك مضحك بينما كان يؤذيها!
شعبية كاسحة تطالب بالمساواة
إن شعبية مسلسل The Queen’s Gambit قد ألهمت نقاشًا جديدًا حول قضايا النسوية، لقد قام بتسليط الأضواء مرة أخرى على مساوئ عدم المساواة والتمييز الجنسي في لعبة الشطرنج، وما الذي يمكن فعله حيال ذلك.
وعلى الرغم من أن الشطرنج قد يبدو وكأنه مجال واحد، حيث يجب أن يكون الرجال والنساء قادرين على التنافس على قدم المساواة، إلا أن قلة قليلة من النساء كانت قادرة تاريخيًا على الفوز بالتحدي وتنحية الرجال جانبًا!
وفي نفس الوقت، فإن ذلك لا يعني أن النساء يكتسحن بطولات الشطرنج، بل على النقيض، فمن بين أكثر من 1700 شخصًا ممن يحمل لقب أستاذ شطرنج كبير في جميع أنحاء العالم، كان هناك فقط 37 امرأة تحمل نفس اللقب بما في ذلك بولغار وكروش.
وفي الوقت الحالي، هناك امرأة واحدة فقط تحمل اللقب وهي الصينية هيو ييفان التي تحتل مرتبة 88 في قائمة أفضل 100 في عالم الشطرنج!
هيمنة ذكورية في عالم الشطرنج
يمكننا أن نجزم أن تفوق الرجال في لعبة الشطرنج راسخ تاريخيًا بشكل يثير استغراب البعض أحيانًا وهو مدعاه للتحقيق الموضوعي؛ لكشف أسباب ذلك وقد اعترضت بعض اللاعبات على مبدأ سيادة الرجال على رقعة الشطرنج.
بينما أشارت بعضهن إلى العكس من ذلك دون مواربة، ففي العدد الأخير من Mint قالت كونيرو هامبي وهي لاعبة هندية تحتل المرتبة الثالثة حاليًا بين النساء في مقال بعنوان; “لماذا تخسر النساء في الشطرنج: “قد يكون الرجال لاعبون أفضل منا”.
ويسود الاعتقاد في أوساط لاعبات الشطرنج أن السبب في هيمنة الرجال على اللعبة هو التوقعات الثقافية والتحيز، وسيندهش البعض عندما يعلم أن قلة أعداد النساء في صدارة اللعبة هو أحد أسباب وجود بطولات منفصلة للسيدات بما في ذلك بطولة العالم، حتى أن الاتحاد العالمي للشطرنج أنشأ ألقابًا للنساء!
وقد يبدو الحصول على مثل هذا الوضع المؤسسي من الدرجة الثانية فكرة سيئة وغير سديدة، أما لأناستاسيا كارلوفيتش فهي لا ترى ذلك، وهي التي كانت مسؤولة الصحافة في الاتحاد العالمي للشطرنج لعدة سنوات، تقول كارلوفيتش:
إن الألقاب النسائية في الشطرنج تسمح لمزيد من اللاعبات بكسب لقمة العيش كمحترفات وبالتالي زيادة مشاركتهن في اللعبة.
وأضافت كارلوفيتش: إن عرض Netflix لمسلسل The Queen’s Gambit ساعدني بشكل غير مباشر، لقد جعل طلاب الشطرنج ينظرون إلى اللعبة بشكل مختلف، أصبحوا الآن يفهمون حياة اللاعب بشكل أفضل!
المرأة محاصرة داخل وخارج رقعة الشطرنج
غالبًا ما يتبع الجدل حول الفجوة بين الجنسين في لعبة الشطرنج الجدل الكلاسيكي حول الطبيعة مقابل التنشئة.
فمن ناحية، هناك أولئك الذين يعتقدون أن الرجال “متمرسون” للعب الشطرنج، مثل منافس بطولة العالم السابق نايجل شورت، وقد أثارت تصريحات شورت عاصفة إعلامية في المملكة المتحدة!
هل تؤمن النساء حقًا أنهن يُظهرن رفضًا لمسألة المخاطرة؟ وأنهن يمتلكن قدرة تنافسية أقل في العديد من المجالات بما في ذلك الشطرنج؟
هذه أسئلة يجب أن تطرحها،على نفسها كل امرأة مهتمة، وعلى الجانب الآخر، هناك أولئك الذين يجادلون بأن الفجوة بين الجنسين في لعبة الشطرنج ترجع أساسًا إلى الضغوط المجتمعية والثقافية التي تستبعد النساء من اللعبة!
والمثال الشائع الاستشهاد به في ذلك الصدد، هو جوديت بولغار، حيث يعتقد أبوها المتخصص في علم النفس، أن العبقرية اكتساب، وليس موهبة ربانية، وقد صدقت نبوءاته في بناته، إذ حققت بناته الثلاث اللواتي تلقين تعليمهن في الشطرنج في المنزل، نجاحًا غير مسبوق في تاريخ اللعبة!
وقد شاركت بولغار رأي أبيها، عندما تقاعدت في عام 2015 وقالت:
نحن قادرات على احتمال نفس القتال مثل أي رجل! إنها ليست مسألة جنس، إنها مسألة كونك ذكيًا!
رجال الشطرنج… هل يتعمّدون إهانة المرأة؟!
لا تزال الصور النمطية السلبية عن لاعبات الشطرنج قائمة، ذكرت شقيقة بولغار الكبرى سوزان بطلة العالم السابقة للسيدات:
عندما يخسر الرجال ضدي، فإنهم دائمًا يعانون من الصداع … لم أهزم رجلاً سليمًا من أية أعذار، كما يدّعي!
أما الأمريكي بوبي فيشر الذي أشار إليه بقوة مسلسل The Queen’s Gambit، فقد قال ذات مرة: ” إن النساء لاعبات شطرنج بشعات”، وكان يرى أنه عليهن ما أسماه بعدم العبث في أية أمور فكرية، بل يبقين في المنزل فحسب!
وفي عدد عام 1989، من مجلة بلاي بوي، قال غاري كاسباروف، فيما فُهم منه إشارة تحقير من شأن المرأة: “هناك شطرنج حقيقي وشطرنج نسائي”، وقد تؤدي مثل هذه التصريحات إلى تهديد الصورة النمطية، لتفوق المرأة عمومًا، وقدرتها على اقتحام أية مجالات.
لكن بعد خسارته الشهيرة أمام جوديت بولغار، في عام 2002، وهي المرة الأولى التي تغلبت فيها لاعبة على بطل العالم في مباراة مُصنّفة، سُئل كاسباروف، مرة أخرى عن آرائه السابقة المهينة للاعبات الشطرنج، فكان ردُّه: “أنا الآن لا أصدق ما قلته في السابق بشأن ذلك!”.
وإذا ما كنت تتابع عزيزي القارئ، بطولات الشطرنج الحالية، فحتمًا سيصادفك اسم بطل العالم الحالي ماغنوس كارلسن، وهو يحكم بإنصاف على المرأة من على رقعة الشطرنج ففي مقابلة أُجريت معه مؤخرًا قال:
لم تكن مجتمعات الشطرنج لطيفة جدًا مع النساء والفتيات، على مر السنين، بالتأكيد يجب أن يكون هناك الكثير من التحضّر، من أجل تغيير الثقافة السائدة!
نسوية الشطرنج!
إن المغزى من الحركة النسوية، ليس التغلب على الرجال.
ولكن إجبار الجميع على احترام المرأة وإفراد المساحات الكافية لها والفرص المتساوية مع غيرها بغض النظر عن الجنس نفسه، ومن الواضح أن التفسير صعب بخصوص اختيار وسائل الإعلام التركيز على جنس “بيث” بدلاً من التركيز على براعتها في لعبة الشطرنج!
لقد كانت بيث نسوية من رأسها حتى قدمها خاصة خلال حقبة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، كانت امرأة تعتنق ذكاءها وأنوثتها، لم تكن تفكر مليًا في التحديات والأحكام المسبقة التي يتعين عليها مواجهتها كامرأة في مجتمع يسيطر عليه الذكور!
إن نسوية بيث هارمون لم تجعلها تخلط أوراق اللعبة، إنها لا تلعب للفوز ضد الرجال، إنها تلعب فقط لتصبح أفضل لاعبة شطرنج.
وتعرض أحداث المسلسل أنها لاقت في النهاية الاحترام والتقدير والصداقة مع خصومها السابقين مثل: هاري بلتيك، (يمثّل دوره: هاري ميلينغ)، وبيني واتس (يمثّل دوره: توماس برودي سانجستر)، ومنافسها الأشرس غراند ماستر فاسيلي بورغوف (يمثّل دوره: مارسين دوروتشيسكي)، لقد دفعها كل ذلك لمزيد من الانتصارات!
الكحوليات والمهدئات… هل تنجح في إصلاح ما أفسدته العائلة؟
في مناورة الملكة نرى بيث تعتمد بشكل خطير على المهدئات منذ صغرها وتنتقل بين عدة أحداث غريبة ما بين اقتحام مخبأ دار الأيتام، إلى سرقة نصف زجاجة من أمها بالتبني، حتى أصبحت في النهاية مدمنة على الكحول بشكل مبالغ فيه.
وغالبًا ما كانت تُرى في مشاهد المسلسل وهي تضع الزجاجات والعلب الكحولية فوق بعضها بلا مبالاة.
تُظهر بيث أن الإدمان ليس مشكلة للرجال فقط، بل هو مشكلة نسائية أيضًا، ولا ينبغي اعتباره رومانسيًا كمشكلة مثيرة، ويضعنا السيناريو المبهر في القلب من مشكلات بيث العائلية.
فالسيدة ألما ويتلي أم بيث بالتبني (تمثّل دورها: مارييل هيلر)، كانت تعيش في الفترة ما بين الخمسينيات والستينيات عندما كان من المتوقع أن تُعرف أدوار النساء كزوجات وأمهات فقط، فقد كان يتم استبعادهن في ذلك الوقت من الحصول على أية وظائف أو أية اهتمامات أخرى من شأنها صرف انتباههن عن واجباتهن المنزلية!
كافحت ألما كثيرًا عندما قرر زوجها التخلي عنها وعن بيث، نعم، لقد تمكنت فقط من تدبير أمورها بفضل مهارات ابنتها بالتبني في الشطرنج، وفي مثل تلك الحال كافحت بيث مع الصدمة النفسية الهائلة التي جاءت مع فقدان الأمان في عائلتها ثم الظروف الخاصة التي أدت إلى تحولها إلى يتيمة على نحو ما.
ثم واقع دار الأيتام المسيحية الصارمة وزميلتها جولين، وكذلك بواب المبنى السيد شيبل، كل ذلك كان بيئة عنيفة وغريبة تحتضن بيث، التي كانت تصارع من خلال الشطرنج لتتجنب السقوط في هاوية الإدمان!
دعم العائلة والأصدقاء
أكرر دائمًا وأؤكد على أهمية دور الأسرة والعائلة في انتشالنا من غياهب ومتاهات الحياة حين ننعزل وتختلط علينا الأمور.
ففي الحلقة الأخيرة عندما قامت الأم بإقراض بيث المال للسفر إلى موسكو للمشاركة في بطولة العالم قالت: “هذا ما تفعله الأسرة”.
ثم هناك دعم السيد شيبيل الذي أدخل بيث وهي طفلة نحيفة ومصدومة من واقعها الكئيب عبر الأبواب الأولى للعبة الشطرنج، وفي الحلقة الأخيرة تم التعبير بشكل مؤثر عن العلاقة بين ذلك الرجل الأكبر سنًا وبيث الفتاة الصغيرة، عندما وجدت بيث بين متعلقاته في دار الأيتام، بعد أن مات، مجموعة ضخمة من صحف وقصاصات، تكشف كيف تابع بنفسه كل خطوة في مسيرتها في الشطرنج!
وهنا انهارت بيث من شدة البكاء لصدق وفاء ذلك الرجل معها، وحين أجرت مقابلة مع إحدى المجلات السوفيتية في موسكو حرصت، قبل كل شيء على أن يتم تذكر السيد شابل على أنه الرجل الذي علمها أولًا وساعدها في بداية الطريق نحو مستقبلها!
ولأجل ذلك المزيج الرائع، من العاطفة والعقل، قالت كارينا تشوكانو، وهي صحفية في نيويورك تايمز: أريد أن أعيش بداخل ذلك المسلسل!
حقيقة ثابتة. . أم تزييف للواقع؟!
تتعارض مجريات أحداث مسلسل The Queen’s Gambit مع بعض الاتجاهات الحالية في الثقافة الأوروبية السائدة هناك، فقد لمست على الفور الوتر الحساس لدى بعض الجماهير التي غضبت من فكرة الترويج لكون المجتمعات تحترم المرأة بخلاف ما يحدث على أرض الواقع!
وقد نشرت الواشنطن بوست ونيويورك تايمز آراءًا متشابهة جدًا في ذلك الصدد، مما جعل كاتب قصة المسلسل يختار إعادة تفسير القصة على أنها مجرد خيال وترفيه لا علاقة له على الإطلاق بالعالم الحقيقي… وهو أمر مثير للسخرية!
وقد أخذت بعض صحفيات الواشنطن بوست هذا الجانب مع بعض النقاد، ووصفت المسلسل بأنه يهرب من الواقع، لأنه يُظهر أن المجتمع ينحني احترامًا وتقديرًا للمرأة بشكل مبالغ فيه.
ورغم الترحيب بالهروب من الواقع، إلا أنه ما يزال هناك تردد في تصديق جميع أحداث المسلسل، لاسيما مشهد بيث وهي تلتقي بوابًا غريبًا منعزلاً في قبو دار الأيتام، فهنا سيتساءل المشاهد المتمرس، عما إذا كان ذلك البوّاب على وشك التحرش بها، لكن بدلًا من ذلك، قدّمها إلى رقعة الشطرنج وعلّمها أصول اللعبة.
أما شوكانو في مقالتها في مجلة نيويورك تايمز، فهي تعرب أيضًا عن دهشتها لأن السيد شايبل، ذلك الرجل العجوز غريب الأطوار، يلعب فقط معها الشطرنج، ووفقًا لشوكانو، فإن الظروف التي تم تصويرها في The Queen’s Gambit والداعمة للغاية للمرأة، نادرة للغاية لدرجة أنها تبدو وكأنها خيال علمي!
ورغم أي نقد، إلا أن هناك حاجة ماسة إلى هذا النوع من المسلسلات المستقلة والمحايدة للجنس على نحو ما، إن المزاعم القائلة بأن مسلسل The Queen’s Gambit يحظى بالتقدير لأنه خيالي هي مزاعم مخادعة.
أما بخصوص الادّعاء بأن المسلسل يتجاهل المشكلات التي تواجه المرأة، فهذا خاطئ تمامًا، لقد ظهرت بيث وهي تواجه عقبات هائلة، إذ لم يتم الترحيب بها بشكل موحّد من الجميع.
لقد كانت تواجه عقبات وتحديات الفضول، وعدم التصديق وبعض التعالي، عندما ظهر اسمها لأول مرة في بطولات الشطرنج!
إقرأ أيضًا
التحرش… هل تقتصر عليه الاتهامات؟
في حقيقة الأمر فإن المشكلة بالنسبة لكتاب واشنطن بوست والتايمز هي أن المشكلات التي تواجهها بيث لا تشمل التحرش الجنسي، والذي حسب رأيهم يجب أن يتصدر القائمة دائمًا وفي كل مكان!
والحقيقة هي أن مسلسل The Queen’s Gambit يعطينا نظرة أوسع للعالم وتناقضاته، بما في ذلك حال الطبقة العاملة مثل عالم السيد شيبل أو جولين.
فهو ليس عالمًا يثير اهتمام منتقدي الطبقة العليا، ولقد ظهرت أهم انتصارات بيث في المشهد الختامي عندما رفضت خطط وزارة الخارجية الأمريكية لاستغلالها من أجل تجنيدها في تحقيق أغراض الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.
وبذلك اجتمعت في بيث عدالة الأفكار النسوية والإنسانية بشكل مبهر!
مسلسل مُلهم للفنانين
نالت سلسلة مناورة الملكة نجاحًا عالميًا كبيرًا لتقاطعها مع موجات النسوية الحالية.
فقد كان من بين العشر مراتب الأولى للعروض الأكثر مُشاهدة على نتفلكس في أكثر من 90 دولة، عزا البعض ذلك لتزامن عرض السلسلة القصيرة مع الحجر المنزلي وظروف الوباء الاستثنائية التي دفعت بالملايين إلى الانغماس في مُشاهدة نتفلكس ليل نهار!
لكي ينجح عمل فنّي ما، هناك عوامل عدّة تتداخل لكي يحصل ذلك، ومنها أداء تايلور جوى المُتقن والإخراج الجيّد، نجحت السلسلة في إثارة نقاشات عالمية حول الرياضة الأقّل شعبية ومواضيع المرأة والصحّة الذهنية المرتبطة بواقع الأسر المُفككة والإدمان.
كما ألهم مُناورة الملكة إحدى أنجح الأعمال الموسيقية للمغنية الأمريكية صغيرة السن والمتعددة المواهب جينا روز، حيث قدمّت أغنيتها الجديدة المنفردة “Checkmate” مُستوحاة من السلسلة ومن عشقها للعبة الشطرنج.
كتبت جينا كلمات أغنيتها وقالت في حوارٍ لها أن كتابة هذه الأغنية كان ممتع للغاية وتأمل أن تُلهم الناس للدفاع عن أنفسهم بعد سماع الرسالة التي تحملها هذه الأغنية، يُصوّر الكليب جينا وهي تستعيد قوتها في علاقة سامة، حصل الفيديو على اليوتيوب على ملايين المُشاهدات.
لم يتمّ الإعلان لحدود الساعة عن أي موسم ثانٍ لسلسلة مُناورة الملكة بالرغم من العديد من المُطالبات من طرف المعجبين الكُثر، هناك احتمال ضئيل أن يحصل ذلك ولكن كلّ شيء ممكن حين ينجح عمل فنّي بهذا الشكل!