بزنس وريادة أعمال

أقوى سيدات الأعمال في الشرق الأوسط في 2020 حسب تصنيف مجلة فوربس

أقوى سيدات الأعمال في الشرق الأوسط في 2020 حسب تصنيف مجلة فوربس
شارك الموضوع

 إن ما أقامه التمدن الحديث من البناء الشامخ وما وضعه من الأصول الثابتة إنما شيد على حجر أساسي واحد هو المرأة.

 هذا ما قاله الأديب المصري قاسم أمين عن المرأة، وأكدت الأيام على عراقتها وقوة نضالها في سبيل حرية الحصول على حقوقها في مجتمع كان يظن أن الرجل هو من يستطيع النيل من الصعاب والوصول إلى أعلى المناصب.

بل وأثبتت قدرتها على السير على الأشواك وتكسير الصخور لتحقق نجاحات في جميع المجالات ظن البعض أن منها ما هو محتكر على الذكور فقط.

ولكن بالمثابرة والعزم والإرادة تمكنت  مجموعة كبيرة من السيدات من جيل الألفية من تحقيق نجاحات متتالية لتخطن بأحرف من نور أسمائهن في عالم المال والأعمال وتبرز سيرتهن إلهام لكل من ابتغى الحلم والنجاح.

لا يخلو مجال إلا وتجمله سيدات استطعن أن ينحتن في صخور المجتمع ليثبتن أن المرأة لا تعرف المستحيل، ولا تخضع لأي قيود تهوى النيل من حقوقها في التفوق في العمل، مبرهنات على جدارتهن وفرادتهن كجواهر ترصع قلادة ريادة الأعمال.

سيدات الأعمال تحدين بهذا كافة الصعاب لدى جيل الألفية الذي تعهد مجابهة الخطر، وها أسمائهن تزين صفحات المجلات العالمية، ويصبحن نماذج ملهمة للنساء في كل مكان.

وها هنا نعرض بعضًا من أسماءهن المشرفة التي أثبتت جدارة المرأة في العصر الحديث وصنفتهن مجلة فوربس الشهيرة من أقوى سيدات الأعمال في 2020 في الشرق الأوسط.

رانيا نشار تحفر اسمها من نور في سماء سيدات الأعمال

إنها السعودية رانيا نشار الرئيس التنفيذي لمجموعة سامبا المالية، وأول امرأة تتولى هذا المنصب في مجموعة مصرفية سعودية، وأول سيدة عربية تفوز بجائزة المرأة العربية المتميزة في حقل الاقتصاد والمصارف لعام 2020 التي تقدمها جامعة الدول العربية منذ عام 2014.

ورغم أن نشار قد تربت في بيئة سعودية تقليدية، ولكن تصميمها على مواصلة التعليم وتطوير شخصيتها ومواهبها من خلال المشاركة في الفعاليات المختلفة، جعل منها شخصية قيادية ناجحة وفريدة من نوعها، حتى ألعابها في الصغر لم تكن تخلو من التنبؤ بمستقبلها حيث كانت دائمًا تفضل لعبة البنك على غيرها، وتقص الأوراق المالية وتحرر الشيكات كما يفعل والدها وزملائه.

الوصول للقمة سهل لكن الحفاظ عليها صعب“، هذه الجملة هي الحافز الذي نصبته رانيا أمام عيناها، حيث تعلمت من والدها الموقف ألا تدخر جهدًا يمكنها تقديمه ولا تعتمد كليًا على ذكائها وحده، لأن الغرور يفقد الإنسان الكثير دون أن يدري، ومن هنا بدأت في تحقيق حلمها الذي اقتدت فيه بوالدها لتلتحق بالعمل المصرفي بعد أن أتمت دراستها الجامعية في علوم الحاسب وتقنية المعلومات في جامعة الملك سعود.

وقد يظن البعض خطأ أن طريق النجاح سهل، ولكن في الواقع هو مشوب بالصعاب والأشواك، حيث لم تجد نشار بعد تخرجها أي خيط يساعدها على تحقيق حلمها، فكان طلبها من والدها التوسط لها للدخول للمجال مواجهًا بالرفض، حيث طلب منها أن تذهب وتقدم أوراقها مثل أي مرشح آخر، وهو ما أغضبها وقتها.

وكان الالتزام هو عنوان عملها حتى من يومها الأول، ولم تهتم بأي مقابل مادي وقتها خاصة أن عقد عملها الأول كان براتب 4 آلاف ريال وهو مبلغ أقل كثيرًا مما يتقاضاه زملائها غير المتخصصين والحاصلين على معدل جامعي أقل كثيرًا، ولكنها صممت على العمل وتمسكت به حتى آخر نفس رغم الضغوطات وأثبتت جدارتها.

ولم تكتفي رانيا بنجاحها في عملها فقط، بل واصلت تطوير نفسها بالحصول على مزيد من الشهادات العلمية، حيث حصلت على شهادة في الحوكمة وإدارة المخاطر من كلية إدارة الأعمال بجامعة جورج واشنطن، كما أنها  أول سعودية تحصل على شهادة اختصاصي معتمد في مكافحة غسل الأموال من الولايات المتحدة الأميريكية.

واصلت تدرجها الوظيفي وانتقلت بين الكثير من الأقسام والمشروعات، إلى أن وصلت منصب المدير التنفيذي لمجموعة سامبا المالية (البنك السعودي الأمريكي)، لتحقق بهذا لقب أول امرأة سعودية تعمل كمدير تنفيذي، وهي أيضًا أول امرأة تقود مجموعة الالتزام في القطاع المالي بدول مجلس التعاون الخليجي.

كما تشغل عضوية مجلس الإدارة في شركة سامبا كابيتال، وبنك سامبا المحدود في باكستان، وجاء اسمها في المركز الثالث ضمن قائمة أقوى سيدات الأعمال في الشرق الأوسط لعام 2019 التي تطلقها مجلة فوربس.

وضحة أحمد الخطيب إمرأة تُكافح في عالم الرجال

كونك تقوم بفتح موقع شركة البترول الوطنية الكويتية على الإنترنت، لتجد صورة سيدة واحدة ضمن الكثير من الرجال في هيكل الإدارة التنفيذية للشركة، فهذا فخر للسيدات، وبرهان على قدرتهن على النحت في الصخر ومواجهة عقم مجتمع قديم حاول في وقت أن يهدم أحلامهن ويقلل من قدرهن.

إنها وضحة أحمد الخطيب نائب الرئيس التنفيذي لـ”مصفاة ميناء عبدالله” تلك التي تقوم بتكرير ثلث نفط شركة البترول الوطنية الكويتية منذ أيار/مايو 2019 في دولة الكويت، تلك التي صنّفتها مجلة “فوربس” ضمن قائمة أقوى 100 من سيدات الأعمال في الشرق الأوسط لعام 2020، في المركز الثامن من القائمة.

وقد حققت وضحة العديد من النجاحات منذ توليها منصب الرئيس التنفيذي في شركة البترول الوطنية حيث بلغ عائد الشركة خلال عام توليها الرئاسة 30 مليون دولار، ولم تحظى الخطيب بهذا المنصب فقط، فهي خلال 24 عامًا عملت فيه بالشركة وتفانت في صنع المجد تولت العديد من الأشغال.

هي أيضًا مدير الخدمات الفنية في “مصفاة ميناء الأحمدي” التابعة للشركة نفسها، هذا الذي حصلت عليه منذ شهر تموز/يوليو لعام 2013، وكذلك رئيس “جمعية مصنّعي الغاز” في دول مجلس التعاون الخليجي منذ أيار/مايو 2017 في البحرين.

وغيرها من المناصب في “شركة البترول الوطنية” مثل قائد فريق البيئة بين 2005 و2013، ومهندس عمليات في المصفاة نفسها بين 2001 و2003. وكانت مهندسة عمليات في “مؤسسة البترول الكويتية” بين 2000 و2001، و”شركة البترول الوطنية الكويتية” بين 1994 و2001.

وكانت سيدات الأعمال الشهيرة واضحة أول امرأة تترأس فرع مجلس التعاون الخليجي “جمعية معالجات الغاز”، إلى جانب عضويتها في مجلس إدارة شركة الكويت للستايرين خلال السنة المالية 2018/19 .

كما أنها رئيسة الشركة الكويتية لإنتاج الباراكسيلين الذي حصلت عليه منذ مايو 2019.

منى عطايا، روح الأمومة لخدمة المجتمع

شقت طريقها بصعود سلم مهني شديد الانحدار لسنوات لتصل إلى القمة، وحطمت الأسقف الزجاجية، لتصبح واحدة من رائدات الأعمال وسيدات الأعمال التي تقدم الحلول للمجتمع في الشرق الأوسط، وتجني من خلفه ملايين الدولارات.

بل وحصلت على المرتبة الثامنة والتسعون ضمن قائمة فوربس لأقوى سيدات الأعمال في الشرق الأوسط لعام 2020.

السعادة بالنسبة لي هي أن أضيف شيئاً جميلاً لمن حولي، إحداث تغيير ايجابي هو ما يدفعني  أن أعمل بكل شغف ويجدد حياتي،  وسعادتي العظمى هم أولادي الثلاثة” كما تقول منى عطايا، التي وجدت فجوة كبيرة في دعم الأمهات اللاتي يحتجن للمساعدة في قرارات الشراء المتعلقة بأبنائهن، فكانت هذه نقطة انطلاقها، من واقع تجربة مع أبنائها.

سرّ التميّز عند منى عطايا و كل سيدات الأعمال

استطاعت منى أن تجد الحلول الملائمة للمشاكل والتحديات التي يواجهها سكان الشرق الأوسط، وخاصة من الشباب الذي يعانون من نسب مرتفعة من البطالة، والأمهات والنساء.

وهذه شرائح تمثل السواد الأعظم من السكان، وبالتالي كان الجمهور المستهدف كبير، وأسست منى bayt.com، وهو موقع يهدف لتقديم خدمات التوظيف المناسبة للشباب، ليصبح من المواقع الأهم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

التحديات التي كانت تواجه منى عطايا، سرعان ما كنت تبحث لها عن حلول وتحولها إلى مشروعات، فهي ليست الوحيدة التي تعاني من المشكلة وبالتالي، هناك مستهلكين للحلول التي تبتكرها باعتبار تلك الحلول سلعًا لها قيمة، فاختبرت التحديات التي تواجهها في التسوق لأطفالها، وأطلقت مشروعها الثاني mumzworld.com، وهو مفهوم مختلف عن التسوق للأمهات في منطقة الشرق الأوسط.

ومن مميزات الموقع أنه يقدم كل ما يهم الأم، والرضع، عبر التسوق الإلكتروني فأصبح صديقًا للأمهات، بفضل فكرة مبتكرة من سيدة حاولت تجاوز تحديات الأمومة.

 وتقول عن هذا الأمر:

كأمّ، لم أشعر أنّني أتمتّع بالخيارات المناسبة لاتّخاذ القرارات الصحيحة لأطفالي. كان لديّ أسئلةٌ لا تُعدّ ولا تُحصى عمّا ينبغي شراؤه، ومن أين، وكم ينبغي أن أدفع، وعمّن يستطيع مساعدتي.

فقضت الكثير من الوقت للبحث عن المنتجات الآمنة لأطفالها، وكيفية تربيتهم، وأصبح مكان العثور عما تريد هو موضع تساؤلها.

وتمتلك منى عطايا القدر الكبير من المرونة والطموح، لتطوير مهارتها الشخصية، فهي شخص لا يقف عند خطوة محددة، تعمل على كسر الأسقف الزجاجية، فرغم عملها في شركات عالمية، لم يجعلها تكتفي بما وصلت إليه، بل عملت دائمًا على تقديم “الجديد” لمساعدة من حولها، وهو ما يشعرها بالسعادة.

كواحدة من بين سيدات الأعمال الطموحات، تحدياتها لم تقف عند فكرة إنشاء موقع لبيع ما تحتاجه الأمهات، فكان عليها التغلب على جملة من العراقيل الروتينية التي تواجه أي عمل في الشرق الأوسط، وبناء هيكلة إدارة تعمل بمرونة لتوفير أقل سعر وإمكانية استبدال المنتجات دون التسبب في مضايقات للعميل.

منى مثالٌ عظيمٌ عن روّاد الأعمال الأقوياء الذين يديرون أعمالاً تجاريةً رائعةً لها إمكانيّات أعظم في المستقبل. تتحمّس منظّمتنا جدّاً لمساعدتها على توسيع نطاق أعمالها ومضاعفة تأثيرها“، تقول نور الشوا المديرة العامة للمنظّمة في الإمارات العربية المتحدة، المنظّمة غير الربحية العالمية التي تدعم روّاد الأعمال في الأسواق الناشئة.

أمبارين موسى من أبرز المستثمرات الشابات في الشرق الأوسط

إن أفكار المشاريع الريادة المبتكرة تأتي من تحدياتنا اليومية التي نواجهها، وكلما كان من يواجهون نفس التحديات عددًا أكبر كلما كان هناك مشتريين كثر للحلول التي نقدمها، وهو نفس المبدأ الذي اعتمدت عليه، أمبارين موسى واحدة من أبرز المستثمرات الشابات في الشرق الأوسط.

إمبارين هي شابة إماراتية طموحة، كانت تعمل في شركة دولية، لدى “ماستر كارد” في إمارة دبي، لكنها خططت لإطلاق مشروعها الخاص “سوق المال“، وأصبحت الرئيس التنفيذي للمؤسسة، من خلال ابتكار طريقة أسهل لاختيار منتجات التمويل الشخصي وتحديد أساليبه.

فجاءت فكرة موقعها حول عقد المقارنات بين منتجات بطاقات الائتمان والقروض وعقود التأمين.

إمبارين موسى تحقق من خلال شركتها مبالغ طائلة سنويًا، وخصصت العام الماضي مبلغ 10 مليون دولار للتوسع في أسواق جديدة لشركتها، وترى أن القيادة لا تفرق بين الرجل والمرأة، ويمكنها قيادة الثورة المندفعة للشركات الناشئة.

إقرأ أيضًا

عائشة بنت بشر، قائدة مستقبل المدن الذكية عالميًا

إذا أردت أن تعرف رقي أمة، فانظر إلى نسائها.

هذا ما قالته مارجريت تاتشر عن المرأة، مؤكدة بذلك أنها أهم مرتكزات المجتمعات الإنسانية، وأنها تمثل محور نشوء الأجيال، وهي التي تحدد ما ستكون عليه الأمة في المستقبل.

وجاءت اليوم بعد سنين عائشة بنت بشر، لتثبت تلك المقولة وتبرهن على صحة  قول الملكة رانيا، ملكة الأردن، “علًم امرأة فستتعلم عائلة، علًم فتاة فستغير المستقبل”.

تلك الفتاة التي استطاعت أن تقود أمة بأكملها نحو التطور الذكي، مما جعلها تتصدر قائمة مجلة فوربس لأقوى سيدات الأعمال في الشرق الأوسط لعام 2020 وتحصل على المركز العاشر، كما اختارتها مجلة “أربيان بيزنس” كإحدى الشخصيات العربية الأكثر تأثيرًا بالعالم للعام 2019.

إنها الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر مدير عام دبي الذكية، المرأة التي تقود مستقبل المدن الذكية عالميًا، من خلال قيادتها عملية تحويل مدينة دبي بالكامل إلى مدينة ذكية.

كما تقود عملية إنشاء “مؤشر المدينة الذكية” وهو المعيار الأول من نوعه لتنفيذ المدن الذكية في جميع أنحاء العالم، بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات والأمم المتحدة.

وتشغل بنت بشر العديد من المناصب فهي عضو في فريق مؤشر الجاهزية الذكية للثورة الصناعية الرابعة، هذا إلى جانب عضويتها في المنتدى الاقتصادي العالمي، وجمعية سيتي بروتوكول.

وكذلك  مجلس أمناء كليات التقنية العليا، كما أنها ترأس “مجلس المدن السعيدة” وهو مجلس فرعي من “المجلس العالمي للسعادة” والذي أنشأه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بهدف نشر السعادة والتجارب الإيجابية في الإمارات المتحدة ودبي تحديدًا.

ولم يأتي هذا بين ليلة وضحاها، فهو مجهود 20 عامًا من العمل الجاد والاجتهاد في تطوير المعلومات والاتصالات والتكنولوجيا (ICT) في القطاعين العام والحكومي.

لتثمر تلك السنين عن شخصية قيادية ومتكلمة جيدة في المحافل الدولية، وفتاة تمتلك مهارات التحليل والتنسيق والاتصال، لتكون بهذا صورة مشرفة للمرأة العربية في كل مكان.

وتتوالى نجاحات النساء في العالم العربي على مر الأجيال.

ولم يكن ما سبق سوى صور بسيطة في ألبوم قوة المرأة وجسارتها على التفوق في أعتى المجالات مؤكد على مقولة ” مفيش مستحيل” فالإرادة هي المحرك الأساسي لكل حلم مهما كان صعب المنال.

شارك الموضوع
دينا الألفي

صحفية وكاتبة محتوى حر، مهتمة بالقراءة في جميع المجالات، ولكني أهتم بالأدب بشكل خاص، عملت بالكتابة لأكثر من ست سنوات، اغتنيت بأرشيف متنوع.