حياة

نظام حمية الكيتو بين إنقاص الوزن وعلاج المشاكل الصحية

نظام حمية الكيتو بين إنقاص الوزن وعلاج المشاكل الصحية
شارك الموضوع

نظام حمية الكيتو حديث العصر كما يطلقون عليه، وهو نظام حديث من أنظمة الحمية الغذائية، أصبح مؤخرًا محل تساؤلات كثيرة كما هو الحال في جميع الأنظمة الغذائية المعتمدة على تقليل الكربوهيدرات.

فالبعض وجد فيه الحل لمشاكل صحية كثيرة، وكثير من الأطباء ينصحون به والبعض الآخر مازال قلقًا بشأن جعل نظام حمية الكيتو نمط غذائي دائم.

ما هو نظام حمية الكيتو الغذائي وما هي آلية عمله؟

نظام الكيتو هو نظام غذائي يعتمد على تقليل تناول الكربوهيدرات مثل السكر والصودا والمعجنات والخبز الأبيض، والحصول على سعرات حرارية أكتر من البروتين والدهون، يمكن أن يساعدك هذا على حرق الدهون بشكل أكثر فعالية. 

بالإضافة لفوائده العديدة في فقدان الوزن وتحسين الصحة والأداء، كما هو موضح في أكثر من دراسة لهذا السبب ينصح به الكثير من الأطباء واختصاصيي التغذية. فعندما تبدأ في خفض كمية الكربوهيدرات، يستعين جسمك بالوقود المخزن لديه تدريجيًا، يستغرق هذا من 3 إلى 4 أيام، بعد ذلك يبدأ جسمك في إنتاج جزيئات وقود صغيرة تسمى “الكيتونات” وهي مصدر وقود بديل يمكن استخدامه عند نقص الطاقة أو السكر في الدم.

في نظام حمية الكيتو يقوم الجسم بالكامل بتحويل مصدر إمداد الوقود ليعمل في الغالب على الدهون، فعندما تنخفض مستويات الأنسولين في الجسم، يزيد حرق الدهون بشكل كبير. ويصبح أيضًا من السهل الوصول إلى مخازن الدهون لحرقها، ويساعد ذلك على فقدان الوزن سريعًا.

ما يجب أن تتبعه للبقاء في الحالة الكيتونية

للحفاظ على نظام حمية الكيتو وحرق سعرات حرارية أكثر، ستحتاج على الأرجح إلى تناول الكربوهيدرات بكميات أقل من 20 % من صافي السعرات الحرارية التي تدخل جسمك يوميًا، إذا أردت نتائج فعالة وسريعة. 

وزيادة التركيز ستكون على نسبة الدهون في بعض حالات علاج السرطانات والصرع قد تصل ل 90%، ولكن يفضل للشخص العادي أن تكون 75% تقريبًا، و20 % من البروتين، وبذلك تكون نسبة الكربوهيدرات 5% فقط.

كلما قلت الكربوهيدرات، زادت فعالية النظام الغذائي للوصول إلى الحالة الكيتونية، كلما كان فقدان الوزن أسرع بالإضافة إلى تحسين مستويات السكر.

فيما يلي الأطعمة التي يمكنك تناولها في نظام حمية الكيتو الغذائي

. اللحوم غير المصنعة منخفضة الكربوهيدرات وصديقة للكيتو، خاصة اللحوم العضوية والتي تتغذى على العشب.

. الأسماك والمأكولات البحرية كلها جيدة وخاصة الأسماك الدهنية مثل السلمون.

. البيض يمكنك تناوله بالطريقة التي تفضلها.

. الصلصات الطبيعية غنية بالدهون.

. الخضروات التي تنمو فوق سطح الأرض وخاصة العناصر المورقة والخضراء، مثل القرنبيط والملفوف والأفوكادو والبروكلي والكوسا. 

. منتجات الألبان عالية الدسم، كالزبدة والجبن عالي الدسم، والكريمة الثقيلة رائعة للطهي.

. المكسرات يمكن تناولها باعتدال، ولكن كن حذرًا عند استخدام المكسرات كوجبات خفيفة، لأنه من السهل جدًا تناول أكثر مما تحتاجه للشعور بالشبع.

من يجب عليه اتباع حمية الكيتو

بالنسبة لمرضى السكر والضغط ، فاتباع نظام الكيتو بعد استشارة الطبيب سيكون جيد، بالإضاف إلى مرضى الدهون الثلاثية حيث يساعد هذا النظام في التخلص من الدهون الضارة والاستفادة من الدهون المفيدة للجسم.

كما أنه حل سريع لمن يعانون من زيادة الوزن والعصبية وتقلب المزاج وقلة التركيز، ومضاد لكثير من الالتهابات المسببة لأنواع كثيرة من السرطانات، يعتبر نظام الكيتو عدو لكل من الإلتهابات والخلايا السكرية وهما المسببان الأساسيين للخلايا السرطانية في الجسم.

على صعيد آخر فنظام الكيتو قد يكون ضارًا للغاية للأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض كالكبد فيحذر الأطباء اتباع مريض الكبد من اتباع هذه الأنظمة الغذائية لأن الكبد هو المسؤول عن تحويل الدهون إلى الطاقة وقد يتسبب في هذه الحالة التسمم.

ونفس الأمر بالنسبة لمريض الفشل الكلوي نظرًا لخفض البوتاسيوم والكالسيوم، والأشخاص الذين يعانون من خمول في الغدة الدرقية.

وكذلك الحوامل والمرضعات، والأطفال بشكل عام نظرًا لأهمية النشويات خلال مرحلة البلوغ والنمو.

اقرأ أيضًا

فوائد حمية الكيتو منخفض الكربوهيدرات

مع أن نظام الكيتو أثبت جدارته في فقدان الجسم وحرق السعرات إلا أن الشكوك ما زالت تحوم من حوله، لكن الدراسات العلمية تؤكد أن الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات صحية ومفيدة، فيما يلي فوائد نظام الكيتو المثبت صحتها:

فقدان الوزن

الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا منخفض الكربوهيدرات يفقدون وزنًا أكبر بشكل أسرع من أولئك الذين يتبعون نظامًا غذائيًا قليل الدسم، حتى عندما يقوم بتقييد السعرات الحرارية.

يرجع هذا إلى أن تحويل الدهون إلى طاقة يتطلب سعرات حرارية أكثر مما يتطلبه تحويل الكربوهيدرات إلى طاقة.

كما أن الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات تعمل على التخلص من الماء الزائد في الجسم، وتخفض مستويات الأنسولين وتؤدي إلى فقدان الوزن بسرعة في الأسبوع أو الأسبوعين الأولين من اتباع نظام الكيتو.

خفض ضغط الدم

يعتبر نظام حمية الكيتو والأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات عمومًا طريقة فعالة لخفض ضغط الدم، مما يقلل من خطر الإصابة من كثير من الأمراض بما في ذلك أمراض القلب والسكتة الدماغية والفشل الكلوي.

خفض مستويات الأنسولين

قد يحتاج بعض مرضى السكري إلى تقليل جرعة الأنسولين بنسبة 50٪ على الفور تقريبًا، في هذه الحالة فإن اتباع نظام الكيتو هو الحل الأمثل. حيث تثبت الدراسات أن تقليل الكربوهيدرات يخفض مستويات السكر في الدم والأنسولين بشكل كبير.

لكن أنصحك بمراجعة طبيبك قبل إجراء أي تغييرات على كمية الكربوهيدرات التي تتناولها، حيث قد تحتاج إلى تعديل جرعتك لمنع نقص السكر في الدم.

السيطرة على حب الشباب

تم ربط الكربوهيدرات وزيادة نسبة الأنسولين دائمًا بانتشار حب الشباب المزعج، لذلك خفض نسبة كلًا منهم من خلال اتباع نظام حمية الكيتو يساعد بشكل كبير في السيطرة على حب الشباب.

فعال ضد متلازمة التمثيل الغذائي

أثبتت الدراسات أن نظام الكيتو الذي يتميز بخفض نسبة الكربوهيدرات المدخلة من خلال الأطعمة يوميًا، فعال بشكل رائع في علاج متلازمة التمثيل الغذائي.

وهي مجموعة من الأعراض، التي تشمل البدانة في منطقة البطن وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات السكر في الدم أثناء الصيام وارتفاع نسبة الدهون الثلاثية وأخيرًا انخفاض مستويات الكوليسترول الحميد.

تحسين مستويات الكولسترول 

قد يرى البعض أنه من العجيب لنظام غذائي واحد يعتمد على نسبة أكبر من الدهون أن يكون له القدرة على خفض نسبة الكولسترول الضار ورفع نسبة الكولسترول الجيد. فكيف يمكن لنظام الكيتو عمل ذلك؟

يسبب انخفاض الكربوهيدرات تدريجيًا في انخفاض مستويات الأنسولين التي يمكن أن تمنع جسمك من إنتاج المزيد من الكوليسترول. 

هذا يعني أنك أقل عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين وأمراض القلب الأخرى.

علاج الصرع

أثبتت الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات ونظام حمية الكيتو خاصة قدرته في علاج الاضطرابات الدماغية والصرع عند الأطفال.

أجريت إحدى الدراسات على عدد من الأطفال يعانون من الصرع فكانت النتيجة أن أكثر من نصف الأطفال الذين يتبعون نظام الكيتو الغذائي، شهدوا انخفاضًا بنسبة تزيد عن 50٪ في عدد النوبات، بينما أصبح 16٪ منهم خاليين من النوبات تمامًا.

يتم الآن دراسة الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات والوجبات الغذائية الكيتونية لأمراض الدماغ الأخرى أيضًا، بما في ذلك مرض الزهايمر.

خفض مستوى الدهون الثلاثية

من فوائد حمية الكيتو أنه فعال جدًا في خفض الدهون الثلاثية في الدم، وهي جزيئات دهنية تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

ترتفع مستوى الدهون الثلاثية أثناء الصيام، والمستويات الموجودة في الدم بعد الصيام طوال الليل تعتبر عامل خطر قوي للإصابة بأمراض القلب.

يعد استهلاك الكربوهيدرات أحد الدوافع الرئيسية لارتفاع مستوى الدهون الثلاثية لدى الأشخاص، لذلك خفض نسبة الكربوهيدرات نتيجة اتباع نظام كيتو الغذائي هو الحل الأمثل لخفض مستوى هذه الجزيئات في الدم.

علاج متلازمة تكيس المبايض

على الرغم من شكوى بعض النساء من تأخر الدورة الشهرية وعدم انتظامها في بداية رجيم الكيتو إلا أنها بعد فترة قليلة من الإنتظام تساعد حمية الكيتو إلى استعادة انتظام الدورة وفقدان الجسم الذي يحسن استجابة الجسم لعلاج متلازمة تكيس المبايض المتواجد عند بعض النساء.

مقال ذو صلة

بالإضافة إلى تحسين العلاقة الحميمية، لأن تلك المتلازمة تتأثر بنسب هرمون الانسولين، الذي تنخفض نسبته بشكل كبير عند اتباع نظام حمية الكيتو. فأعراض متلازمة تكيس المبايض تزيد مع زيادة هرمون الأنسولين في الجسم.

الآثار الجانبية المحتملة لنظام حمية الكيتو الغذائي

الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات وعالية الدهون محل جدل دائمًا ومازال خبراء الصحة قلقون بشأن وجود بعض الآثار الجانبية والمضاعفات.

إنفلونزا الكيتو

بعد بضعة أيام من اتباعك لنظام الكيتو الغذائي لأول مرة قد تعاني من القيء، وضيق في الجهاز الهضمي، والكثير من التعب والخمول، قد صنفت هذه الأعراض بأنفلونزا الكيتو.

حوالي 25٪ من الأشخاص الذين يحاولون اتباع نظام الكيتو الغذائي يعانون من هذه الأعراض.

قد تتمكن من تقليل آثار أنفلونزا الكيتو عن طريق شرب الكثير من الماء والحصول على قسط جيد من النوم.

الإسهال

الإسهال الكيتوني من ضمن الأعراض الجانبية لنظام الكيتو، ويحدث غالبًا بسبب عضو المرارة الذي ينتج الصفراء للمساعدة في تكسير الدهون خلال هذا النظام الغذائي ويصاحب هذا شعور بالإرهاق. يرى بعض الخبراء سبب الإسهال أيضًا هو نقص الألياف في نظام كيتو الغذائي، فعندما يبدأ الشخص بخفض كمية الكربوهيدرات ولا يكمل الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضراوات.

الحماض الكيتوني السكري

وهو عبارة عن مضاعفات خطيرة لمرضى السكري تحدث عندما ينتج الجسم كميات كبيرة من أحماض الدم والتي تسمى الكيتونات.

فعندما يخزن الجسم الكثير من الكيتونات أو الأحماض المنتجة كمنتج ثانوي لحرق الدهون، يصبح الدم حمضيًا جدًا، مما قد يؤدي إلى تلف الكبد والكلى والدماغ إذا تركت دون علاج فقد تكون قاتلة. لذلك إذا كنت مصابًا بمرض السكري قد يستحسن عدم اتباع نظام كيتو الغذائي إلا إذا كان لديك إذن من طبيبك وإشراف دقيق.

انخفاض كتلة العضلات

عندما يتوقف الإنسان عن اتباع الحمية الغذائية فجأة يبدأ تدريجيًا في استعادة الوزن القديم، وقد تكون النتيجة الأخرى لتغيرات الوزن المرتبطة بحماية الكيتو هي فقدان كتلة العضلات.

خاصة إذا كنت تتناول دهونًا أكثر من البروتين. في هذه الحالة يكون وزنك المفقود هو العضلات، ولأن العضلات تحرق سعرات حرارية أكثر من الدهون، فإن ذلك سيؤثر على عملية الأيض أثناء الراحة.

زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري

نظرا لأن نظام الكيتو يعتمد على تناول كميات أكبر من الدهون يشعر العديد من خبراء الصحة بالقلق بشأن الأشخاص الذين يتبعونه دون توجيه من طبيب أو خبير تغذية. 

يقول الأطباء إن الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون قد ترفع مستويات الكوليسترول، كما أنها تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري، حتى أن البعض أطلق عليه “كابوس طبيب القلب.”

هل نظام الكيتو يصلح أن يكون أسلوب حياة صحي؟

البعض يرى أن اعتماد نظام الكيتو على كميات كبيرة من الدهون قد جعلته موضع شك وتساؤلات كثيرة بشأن جعله أسلوب حياة وروتين غذائي بشكل دائم، إلا أنه علميًا لا يجب أن نربط بين الدهون وبين حدوث الأمراض أو الالتهابات، فالدهون الطبيعية غير المصنعة ليست بلعنة وعلينا تصحيح هذه الحقائق الخاطئة.

فبعض شركات الأدوية التجارية تعلب بشكل خطير على عقول الناس بشأن هذا الأمر لصدهم عن البعبع الحقيقي وهو السكر، علينا إدراك مدى خطورة تواجد السكر في أجسامنا فهو من أكبر أسباب حدوث الالتهابات والأمراض وزيادة الوزن أيضًا.

فماذا سيكون رد فعلك إذا علمت أن مخزون الجسم من الدهون أقوى عند الحاجة للطاقة، بعكس مخزونه من السكر، فلذلك اعتمادنا بشكل أكبر على الدهون يحمينا من أمراض كثيرة. والجدير بالذكر أن الدهون المدخلة للجسم مباشرة يتم تحويلها إلى نوع آخر من الدهون آمنة وغير مسببة لأي إلتهابات أو أمراض.

على الصعيد الآخر فإن السكر يتحول إلى نوع آخر من الدهون غير آمنة وقد تسبب الكثير من الأمراض بالإضافة إلى السمنة، فالدهون التي يكون أصلها سكري تسبب الإلتهابات.

ورغم وجود عامل آخر قد تكون يسبب تراجع البعض وخوفهم من نظام الكيتو، وهو أن السعرة الحرارية الواحدة من الدهون قد تساوي تقريبا 9 سعرات حرارية، فالرد هنا بسيط وواضح؛ نظام الكيتو يلعب دور فعال في تقليل الشهية وتحفيز هرمون الشبع (الليبتين) والذي يقوم بدوره في إرسال إشارات للمخ للتوقف وتنظيم الأكل.

وذلك فقط في حالة إعتمادك على الدهون في نظامك الغذائي بعكس السكريات، فعندما يعمل هرمون اللبتين بشكل جيد على حرق السعرات بشكل مستمر ستلاحظ تناقص الوزن بشكل سريع وفعال.

نظام كيتو الغذائي محل جدل بالرغم من فوائده العديدة وهو ما تؤكده الدراسات والأبحاث العلمية التي تصدر كل فترة، في جميع الحالات، يجب على الأشخاص الذين يعانون من أعراض أو مشاكل صحية دائمة أو مؤقتة أن يستشيروا الطبيب أو خبير التغذية قبل البدء في أي نظام غذائي لتجنب أي تعقيدات فيما بعد.

اتباع نظام غذائي كهذا يتطلب إرادة قوية، فهو ليس حمية أو ريجيم مؤقت لإنقاص الوزن، للاستفادة القصوى من مزاياه، من الضروري جدًا اتباعه كنمط حياة وأسلوب غذائي صحي أكثر من حمية مؤقتة.

المراجـع:
A ketogenic diet for beginners
What’s a Ketogenic Diet
Health Benefits of Ketogenic Diets
Keto Flu Explained
An Overview of the Ketogenic Diet for Pediatric Epilepsy
Metabolic syndrome and low-carbohydrate ketogenic diets
A low-carbohydrate, ketogenic diet to treat type 2 diabetes
شارك الموضوع
هاجر سويفي

كاتبة ومدونة.