قضايا المرأة

لجين الهذلول وحريات المرأة السعودية

لجين الهذلول وحريات المرأة السعودية
شارك الموضوع

لجين الهذلول أيقونة نسوية قابعة في السجون. وهذا المقال تذكير بوجودها.

دافعت عن حريات المرأة السعودية، فدفعت الثمن من شبابها وحريتها. في الوقت الذي تناضل فيه النساء لنيل ما يعتبره البعض رفاهية. كانت لجين الهذلول تناضل من أجل حصول المرأة السعودية على الحق في القيادة.

عاشت لجين مع أسرتها في الرياض، بعد ولادتها عام 1989 في مدينة جدة. ثم درست الأدب الفرنسي في جامعة كولومبيا. وأصبحت ناشطة للنضال من أجل نيل المرأة السعودية حقوقها الطبيعية. بفضل تضحيتكِ، سُمح للنساء بالقيادة في السعودية، وهذا تقدم مهم جدًا

لجين الهذلول يُحتفى بها في العالم وتُعاقب في موطنها

ورغم أن حملة “الهذلول”، كللت بالنجاح في النهاية. وضمن إصلاحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تم الإعلان عن السماح للمرأة السعودية بالقيادة. لكن هذا الحق الممنوح تزامن مع القبض على من ناضلت من أجله منذ البداية.

ورشحت لجين الهذلول لعدد من الجوائز منها جائزة السلام لعام 2019. وثالث أقوى امرأة في الوطن العربي لعام 2015 بحسب تصنيف مجلة أريبيان بزنس.

“مرعوبة إزاء سلامة لجين”، حسب تصريح شقيقة لجين لصحيفة الإندبندنت البريطانية، بعد ستة أيام من دخول الناشطة السعودية في إضراب مفتوح عن الطعام. احتجاجًا على ظروف اعتقالها، وفقدت أسرتها الحق للاتصال بها.

وفق صحيفة الاندبندنت تتعرض لجين الهذلول لجملة من الانتهاكات المفزعة. والتي تشمل التعرض للصدمات الكهربائية والجلد والتحرش الجنسي في السجن منذ وقت اعتقالها في عام 2018. وكانت التهمة الموجهة إليها زعزعة استقرار المملكة السعودية العربية.

ولي العهد يتابع القضية vs شهادات أسرتها

تعددت التقارير الحقوقية والصحافية التي تندد بتعرض الناشطة السعودية لجين الهذلول لانتهاكات حقوق الإنسان في السجون السعودية، ولكن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أكد خلال مقابلة مع سي بي إس الأمريكية أنه يتابع القضية عن قرب.

“إذا كان هذا الأمر صحيحًا فهو بشع جدًا. فالإسلام يحرم التعذيب وقوانين المملكة العربية السعودية تحرم التعذيب وحتى النفس البشرية تحرم التعذيب. وسأقوم بنفسي بمتابعة هذا الأمر”. نافيًا صحة التقارير التي تؤكد تعرض لجين الهذلول لجملة من الانتهاكات. رغم أن بعضها صدر على لسان أسرتها.

وتؤكد لينا الهذلول أن شقيقتها تتعرض لأسوأ الانتهاكات الإنسانية، وأنها السجينة الوحيدة التي تُمنع من الاتصال بأسرتها، وهو ما يدخل ضمن نطاق العقاب الجماعي للجين والأسرة “بدون ذنب”.

“نحتاج إلى تدخل المجتمع الدولي للإفراج عن لجين، فهي في السجن منذ عامين ونصف عام”، مطالبة منظمات المجتمع المدني الدولية عدن نسيان قضية شقيقتها، وإنقاذها.

رحلة النضال للحصول على الحق في القيادة

أعلنت لجين احتجاجاها للمرة الأولى على القوانين التي تكبل المرأة السعودية عقب عودتها من الدراسة للأدب الفرنسي في جامعة كولومبيا، لتعلن رفضها التام لقانون المملكة العربية السعودية “منع المرأة من القيادة”، عام 2013.

قادت لجين سيارة والدها من صالة الوصول في مطار الملك خالد فور وصولها أرض المملكة منطلقة إلى منزل أسرتها. وبثت مقطع فيديو عبر تطبيق “كيك” الاجتماعي، لتقوم السلطات السعودية فورًا باستدعاء والدها. وإجباره على التوقيع على تعهد بالالتزام بقوانين السعودية.

وتعرفت لجين على زوجها “فهد البتيري”، أثناء عرض فيلم ألف باء، الذي شارك في بطولته. ليتم الإعلان عن عقد القران في 25 نوفمبر لعام 2014، بعد ترديد شائعات عن خطبتهما.

دخلت لجين في صدام جديد ولكن هذه المرة مع حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، لأنها استخدمت رخصة قيادة صادرة من الإمارات، وقادت سيارات بين حدود الدولتين، حيث تسمح قوانين المملكة بقيادة النساء ولكن شرط أن يكن أجنبيات أو برخص دول أخرى، مما أدخلها في أزمة أخرى.

اعتقلت قوات الأمن لجين رفقة إعلامية من دولة الإمارات العربية المتحدة، لمدة 73 يومًا، وأعلنت الإمارات منع لجين من دخول أراضيها، لاتهامها بالتحريض على حكومة “السعودية”، من خلال “استغلال” قضية قيادة المرأة.

وصاحب القبض عليها واعتقالها في المرة الثانية التي ظلت قيدها حتى الآن حملة إعلامية وتشويه شرس، من منابر إعلامية في المملكة العربية السعودية والإمارات ووصفها ضمن مجموعة أخرى من النساء بالخائنات والتواصل مع جهات أجنبية ضد حكومة السعودية، وتصدرت صورها الصفحات الأولى في الصحف.

“إن حملة التشهير المروعة تعتبر تطورًا مثيرًا للقلق العميق لدى النساء المدافعات عن حقوق الإنسان في السعودية. وإن مثل أساليب الترهيب الصارخة هذه لا مُبرر لها على الإطلاق”، هو نص بيان منظمة العفو الدولة، مستنكرة ما تتعرض له الناشطة السعودية لجين الهذلول.

واستنكرت منظمات المجتمع المدني الدولية توقيت اعتقال الهذلول الذي تزامن مع حملة تبييض وجه النظام في المملكة العربية السعودية، وحملة الانفتاح التي يقودها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وتحديث النظام في السعودية باعتباره رجل إصلاح وانفتاح.

ومؤخرًا تردد ذكر اسم لجين الهذلول مرة أخرى حيث تم ترشيحها لجائزة نوبل للسلام لعام 2020 من قبل 8 أعضاء من مجلس النواب الأمريكي وفق وكالة الأنباء الدولية “رويترز”.

إقرأ أيضًا

الناشطة السعودية تدخل في إضراب عن الطعام

تمت عمليات الاعتقال بناء على الاشتباه بالإضرار بالمصالح السعودية وتقديم الدعم لعناصر معادية بالخارج. ولم يتم الكشف عن أي اتهامات محددة، وفق بي بي سي.

حملة تضامن واسعة من المجتمع المدني الدولي. لكن كل ذلك لم يفك لجين الهذلول من محبسها. لتمضي الآن عامين ونصف العام خلف قضبان السجون.

آخر المستجدات بخصوصها تتعلّق بدخولها في إضراب عن الطعام من داخل السجن في 27 من شهر أكتوبر الماضي. احتجاجًا على ظروف احتجازها ومنعها من الحق في الاتصال بعائلتها.

وأعرب خبراء في لجنة تابعة للأمم المتحدة منذ أيام عن قلقهم الشديد على صحتها بسبب ما قد يؤول إليه إضرابها عن الطعام وسط ظروف اعتقال غير إنسانية. مناشدين الملك سلمان استخدام صلاحياته الملكية لضمان إطلاق سراح لجين الهذلول قبل اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يُحتفل به سنويًّا في 29 من نوفمبر.


شارك الموضوع
محمود علي

صحفي مصري، عمل في العديد من المؤسسات الإعلامية التلفزيونية والمطبوعة والمنصات الإلكترونية.