قضايا المرأة

معايير الجمال الزائفة و السطحية التي يجب أن تنسيها حالاً!

معايير الجمال الزائفة و السطحية التي يجب أن تنسيها حالاً!
شارك الموضوع

معايير الجمال كانت متغيّرة على مدى سنوات طويلة، كان الجمال ومعاييره المتعارف عليها حول العالم يتطلب جسد نحيف وخصر ضيق وعظام خد عالية وحادة مع شفاه ممتلئة بجانب عيون كبيرة ومشرقة.

أما إذا كانت العيون زرقاء أو خضراء عندها ستكون المرأة مثالية ولا يمكن مقارنتها بأخرى، ولن ننسى الحسنوات ذوات الشعر الذهبي الطويل والسميك المتدفق!!

معايير الجمال
Borysevych.com / Shutterstock

هذه المعايير المسطحة هي التي أصبحت مع الوقت تتحكم في قيمة المرأة.  فإذا كانت جميلة وجذابة فإنها تستحق المدح والمغازلة، أو الحظ الجيد أيضًا.

فيحل الجمال الخارجي فقط محل قيمة الإنسانية فيها، وكلما ابتعد جمال المرآة عن تلك المعايير أصبحت أقل جاذبية ومرغوب فيها بشكل أقل، بل وأقل قيمة في المجتمع أيضًا.

كيف فرضت أوبرا وينفري جاذِبيَّتها الخاصة

يرى البعض أنه يجب على المرأة الذكيّة أن توازن بين الجمال والعقل، بغض النظر عن مدى موهبتها.

مهما كان مستوى ذكائها أو ثقتها بنفسها فإنها تستسلم للمعايير الاجتماعية والطريقة التي يجب أن تبدو بها حتى لو كانت تعترف بسطحية تلك المعايير في قرارة نفسها، مما يشكل  ضغط كبير عليها. 

هل يجب علينا أن نتعرض للضغط للحصول على الجمال والسعادة؟ كان هذا السؤال الأكبر الذي شغل عقل أوبرا وينفري في إحدى مراحل حياتها.

أوبرا وينفري

في سن السابعة عشرة، كانت تسيطر على تفكير أوبرا المعايير المجتمعية وأحكام الآخرين ونظرتهم، كانت تعمل بجد ومثابرة لإرضاء الآخرين لتصبح الصورة التي يمكن تقديرها والتصفيق لها بحرارة.

وبالطبع استطاعت أن تتوج ملكة جمال بلاك تينيسي، كانت تواعد شابًا وتحاول جاهدة إقناعه بها وترى نفسها فقط من عينيه الضيقتين، ولكن لم تستطع طبعًا تحقيق تلك الغاية ولا بلوغ السعادة التي ربطتها بنظرة شخص آخر.

هكذا قررت أوبرا وينفري النظر لنفسها ولقيمتها الحقيقية، دون وضع أي اعتبار لأية معايير يضعها المجتمع والآخرون، حتى لو كانوا أقرب الناس إليها.

لم تعد بحاجة لحكام مسابقة ليمنحوها تاجًا فتصبح جميلة، قررت أوبرا أن تكسب حياتها بشروطها الخاصة، بـتقديرها لذاتها ونظرتها لنفسها، حينها فقط أصبحت بحق المرأة العبقرية التي نعرف اليوم.

 تعتبر أوبرا وينفري عملاقة إعلامية وشخصية أيقونية في أمريكا والعالم، تملك كاريزما لا مثيل لها في التعاطف والتواصل ولمس الجمهور والتأثير في الآخرين. كما أنها واحدة من أنجح مضيفي البرامج في العالم.

وهي شخصية فريدة من نوعها حاصلة على  الدكتوراه الشرفية من جامعة هارفارد، وأول امرأة مليارديرة في التاريخ من ذوات البشرة الداكنة.

لقد ألهمت ومازالت الملايين من النساء ليكونوا أنفسهن ويجدن مركز القوة الخاصة بهن.

تلاعب شركات التجميل بمخاوف النساء

في السنوات الأخيرة أصبحنا نشهد موجة كبيرة من مدونات الجمال Beauty bloggers عبر منصات السوشيال ميديا وخاصة الانستقرام يروجون لمنتجات العناية بالبشرة والشعر وأسرار كيف تتحول المرأة إلى آية في الجمال…

ويزرعون في داخلك شعور بأنك مهملة في حق نفسك وجمالك، ولا تشعرين بنفسك وقيمتك سوى بمواكبة هذه الموجة التي أثارتها شركات التجميل للترويج لمنتجاتها الباهظة الثمن.

إنها واحدة من أكثر استراتيجيات التسويق السيئة التي تمارسها شركات التجميل، وهي التلاعب بأعمق مخاوف النساء وانعدام الثقة بالنفس لديهم بشأن جمالهن المهدد دائمًا بالزوال.

أصبح خلق وتسليط الضوء على عدم الأمان بشأن جسد المرأة، محورًا أساسيًا للعديد من الحملات الإعلانية في صناعة مستحضرات التجميل والعناية الشخصية.

كمثال لإحدى علامات التجميل المعروفة التي تخضع باستمرار للنقد بسبب أساليبها في جذب مجموعة واسعة من النساء هي “دوف” في حملتها التي أطلقتها عام 2004 بعنوان “الجمال الحقيقي”.

والتي اعتمدت على عرض زجاجات صابون غسل الجسم ذات الأشكال المصممة لتمثيل الشخصيات النسائية المختلفة، مما سبب إهانة كبيرة لهن.

حيث يعتبر مصطلح “الجمال الحقيقي” مزعجًا للغاية، نظرًا لمقصوده المبطّن، على أنه يمكن أن يكون جمال المرأة ومظهرها الخارجي مزيف أو غير حقيقي، وذلك وفق العلامة التجارية التي تستخدمها.

من اللوحات الإعلانية والإعلانات التليفزيونية إلى عالم السوشيال ميديا ومدونات الجمال والموضة، يتم استخدام الوسائط المتعددة والتي يسهل الوصول عن طريقها لشرائح كبيرة من النساء للاستفادة من نقاط ضعفهن.

حيث يُنظر إلى النساء على وجه الخصوص على أنهن أهداف سهلة للعلامات التجارية لبناء شبكة مستهلكين مخلصين للمنتج والماركة. 

تلك الشوائب التي تعتقدين أنها عيوب…

تختلف معايير الجمال من منطقة إلى أخرى، نراهم في الغرب يفضلون الفتيات النحيفات، بينما في بعض دول الجنوب الإفريقي يتم إطعام الفتيات بالقوة للحصول على جسم مكتنز، بالنسبة لهن كلما كانت المرأة أكثر بدانة وقوة كلما كانت أكثر قابلية للزواج.

وأما في الدول العربية يكون الأمر معقد بعض الشيء فالمجتمع يبحث عن فتيات عربيات بملامح أجنبية وقد يكون هذا دليل على خلل عميق في الهوية العربية وما أصبحت عليه المعايير المجتمعية الموجهة نحو شخص المرأة، ونجد كذلك المرأة الأمريكية التي تحاول اكتساب بعض السمرة الاصطناعية، لأنها تجعلها تبدو أكثر جاذبية.

أين سينتهي بنا المطاف إذا امتلكنا الجمال الذي تطالب به المعايير المجتمعية والميديا؟

إن لم نعرف كيف نحب أنفسنا ونتقبلها كما هي، نتصالح مع طول قامتنا، قصيرة كانت أو طويلة، لا حرج إذا كان وزننا يحمل بعض الكيلوجرامات الزائدة.

كما أن الشعر المجعد أصبح رائع وجذاب لا داعي لبعض الحيل المزيفة لإصلاحه، ألوان بشرتنا تضفي تميّزًا لكل واحدة فينا فلما الإصرار على تغيير ذلك؟!

كل ما نحتاجه هو الشعور بالراحة مع اختلافنا، وتقبل ما يسميه المجتمع عيوب سواء في بشرتنا أو أجسادنا، فتلك التي نعتقد أنها شوائب أو عيوب هي من تجعلنا نحن.

جرّبي قراءة هذا المقال أيضًا

شارك الموضوع
هاجر سويفي

كاتبة ومدونة.