قضايا المرأة

خمس عربيات على يوتيوب يغيّرن القوالب النمطية

شارك الموضوع

مساحة واسعة من الفضاء الافتراضي يصعب السيطرة عليها، استغلتها الفتاة العربية لتكسر حاجة الأربع حيطان، وتقول “أنا هنا” من خلال قناة على يوتيوب.

 ونجحت الفتيات العربيات بين اليوتيوبرز بتقديم أفكار جذابة حصدت بها ملايين المشاهدات، والمناصب الرفيعة في المنظمات الدولية.

في هذا المقال نلقي نظرة عن قرب عن صوت النساء في القضايا الجندرية الشائكة والصور النمطية للمرأة في المجتمع العربي عبر يوتيوب وإلى أين وصلت وكيف عبرت عن قضاياها!

 فتاة تحب القراءة والبشرية.. والنسوية في صالح الرجل

“من أهم المواضيع اللي بحب أتكلم عنها واتناقش فيها.. بيكون جزء كبير من شخصيتي أو تكويني.. هي النسوية”، كما تقول “نضال رياض”، التي تقول في وصف قناتها على يوتيوب أنها “فتاة تحب القراءة والبشرية”.

ليه كل الناس لازم تكون مهتمة بحقوق المرأة.

قضية محورية لكتاب “we should all be feminists” للكاتبة النيجيرية شيماماندا نغوزي أديشي، بشكل بسيط  دون أن يضايق “الرجال”، فمعنى كلمة “فيمينست”، التي تعني النسوية فهي تأييد لحق حصول المرأة على حقوقها بالتساوي مع الرجل، وهو ما تستعرضه النسوية نضال رياض.

“الغرض من الفيديو ليس توجيه الهجوم على الرجال”، تؤكد نضال أن الهدف هو تغيير نمط التكفير تجاه حقوق المرأة، والنظرة السلبية للمرأة النسوية.

البقاء للأذكى والأكثر إبداعًا.

نضال رياض

فلم نعد بحاجة لربط البقاء بالأقوى، ذلك كان في عصر الغابات، وهي طريقة نمطية للتفكير، وفق نضال، كما أن كل ما صعدنا في المناصب العليا يكون عدد الرجال أكثر رغم أن عدد النساء في المجتمع أكثر.

تقول نضال إن المرأة تولد مع صورة نمطية في كل المجتمعات: هادئة و رقيقة، مطيعة، وجميلة، فالمجتمع المدير الذكر على المرأة التي يجب أن تكون “حنونة”.

وأنهت نضال الفيديو بأن:

النسوية في صالح الرجل أيضًا، الذي يقع عليه الضغط دائمًا بأنه يجب أن يكون الأقوى، وهو ضحية هذا المجتمع الذكوري.

هيلا الغزال من منصة الفيديو إلى سفيرة للأمم المتحدة

هيلا الغزال هي فتاة سورية الجنسية، تناقش قضايا المرأة في قوالب نقدية واجتماعية ساخرة، وحققت نجاحات كبيرة حتى أصبحت سفيرة التغيير في الأمم المتحدة.

وبدأت هيلا في سن مبكرة، منذ أن كانت ابنة الخمس عشرة عامًا، فجذبت على منصة الفيديو الاجتماعي يوتيوب فقط أكثر من 4.5 مليون متابع وملايين المتابعات.

ولكنها وقت كتابة هذه السطور كانت قد تخطت حاجز السبعة والنصف مليون مشترك على قناة اليوتيوب، هذا بخلاف متابعيها على منصات فيس بوك وانستجرام.

عانت هيلا في صغرها من التنمر بسبب تلعثمها، لكنها استطاعت أن تصبح من أكثر المشاهير على صعيد الوطن العربي وشمال أفريقيا بين اليوتيوبرز، رغم أنها لم تتخطى 24 عامًا، كانت انطوائية في صغرها، لكنها حاليا تواجه الكاميرا بكل جرأة.

وتم اختيارها لجائزة شخصية العام الأكثر تأثيرًا أكثر من مرة في فئة السيدات أقل من سن 40 عامًا، ثم أصبحت سفيرة برنامج التغيير التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في عام 2016، وهي أول عربية في الشرق الأوسط تحصل على هذا اللقب.

واختارت مجلة فوربس هيلا ضمن أكثر 10 نساء تأثيرًا في العالم العربي عبر الإنترنت في عام 2017، وكانت لا تتخطى سن الواحد والعشرين عامًا.

“جاني مكالمة اختارناكي ضمن البرنامج”، تقول هيلا في أحد لقاءاتها التلفزيونية أنها “طارت” من السعادة، فهو منصب رفيع، موضحة أن البرنامج يهدف لترسيخ المساواة بين الرجل والمرأة.

بالنسبة لي هتكون الرسالة إن البنات تستخدم التكنولوجيا لتوصيل صوتهن.

هيلا الغزال

هذه هي مهمة السفيرة العربية الصغيرة، التي تعمل على تشجيع الفتيات على التعبير عن آرائهن، حيث أطلقت مبادرة في اليوم العالمي للمرأة، تشجع كل فتاة بنشر فيديو على قناتها لتكسر حاجز الصمت.

وبدأت قصة هيلا  من حبها للتصوير، “فصرت أنزل على يوتيوب”، موضحة أن ميزة اليوتيوب أنها مجلة واسعة، لكن القناة تعبر عن شخصيتها، وتتغير مع عمرها المختلف، فتنضج الفيديوهات بنضج “هيلا”.

وتبث هيلا الفيديوهات بلهجات عربية مختلفة من السورية إلى الإماراتية ولغتها الأصل السورية، لتساعد الفتيات على تحقيق أهدافهن في مختلف الأقطار العربية.

“مذكرات مراهقة”، واحد من الفيديوهات التي بثتها “هيلا”، على قناتها على منصة يوتيوب عقب إعلانها سفيرة لبرنامج التغيير بالأمم المتحدة، وتنتقد في الفيديو بشكل ساخر القوالب النمطية التي تحاصر الفتاة العربية في مختلف البلدان، وتدعو لكسرها.

وسخرت هيلا في الفيديو من القوالب الاجتماعية النمطية مثل “الضحك من غير سبب قلة أدب”، فتصحح ذلك وتقول إنه بالعكس، الضحك يطيل العمر، بالإضافة إلى اقتصار تعليم الفتيات حتى المرحلة الثانوية فقط ولا حاجة للجامعة “البنت آخرها بيت جوزها”.

وأطلقت هيلا قناتها الثانية على منصة يوتيوب بعد تخرجها في الجامعة الأمريكية في دبي، حاصلة على بكالوريوس التجارة والتسويق، لتستثمر نجاح قناتها الأولى، وكانت القناة الثانية بعنوان “it’s Hayla” واحتلت بها ثاني أكبر منصة على يوتيوب في الشرق الأوسط.

إقرأ أيضًا لنفس الكاتب

دارين البايض تناقش قضايا الرجل والمرأة بجنون

أما اليوتيوبر العربية دارين البايض، فهي تركز في حواراتها على القضايا الشائكة بين الرجل والمرأة، وتلعب الدورين.

بالرغم من أنها بدأت مسيرتها على مواقع التواصل الاجتماعي بتقديم فيديوهات ونصائح حول الموضة والجمال.

وتخصصت دارين في كتابة المحتوى الكوميدي، حيث تمتاز فيديوهاتها بالجنون والجرأة، من خلال حوارات تمثيلية بين الرجل والمرأة.

دارين من مواليد 1996، من أب لبناني وأم مغربية، ولكنها تعيش في المملكة العربية السعودية، وقدمت العديد من الأعمال النقدية للقضايا المجتمعية الشائكة بالاشتراك مع آخرين، مثل مسلسل تكي، ومسلسل سيلفي، ومسلسل شير شات، ومسلسل زون زيرو، وهو رسوم متحركة أصدرته عام 2018.

وفي قالب ساخر قدمت دارين حلقة عبر قناتها على يوتيوب حول “رجل البيت”، والأسلوب العصبي الذي يقوم به بعض الرجال والتعامل مع الزوجة كجارية ليس لها حقوق ومستضعفة تمامًا.

من رحم معاناة اللاجئين الفلسطينيين لتبسيط قضايا المرأة

الفلسطينية سارة قدري خرجت من رحم معاناة اللاجئين الفلسطينيين في بيروت لتطل علينا من شاشة العالم الافتراضي في برنامجها “حكي نسوي” لتبسيط قضايا المرأة.

وأهم ما يميز ابنة “الجيل الثالث”، من اللاجئين الفلسطينيين أنها تدافع عن حقوق مواطنيها، الذين يدفعون الضرائب في لبنان لكنهم لا يحصلون على أية حقوق، إضافة إلى تصحيح الكثير من الأفكار المغلوطة عن النسوية.

يزعجني انتشار الأفكار التي تعتبر أن النسوية هي لفئة محددة من النساء، فبعض الأفكار تقصي الفقيرات وتضع سلمًا للأولويات حول من تستحق أخذ حقوقها أولًا.

سارة قدري

وتفرق سارة قدري بين النسوية في المفهوم الليبرالي والاشتراكي والراديكالي، فهي في الليبرالية تركز على المساواة بين الرجل والمرأة بشكل عام.

أما الراديكالية فتقوم على التحرر من مفهوم السلطة الأبوية، بينما الاشتراكية تأخذ الطبقة بعين الاعتبار لكن سارة تحاول الاستفادة من كافة المدارس.

القضية الأخطر التي تحاول سارة التعاطي معها هي الإصلاح الديني والتركيز على النضال النسوي التاريخي وإعادة نشر التراث الإسلامي المنصف للمرأة.

هيفاء بيسو.. جسر لتغيير النظرة النمطية السلبية للفتاة العربية

الفتاة الإماراتية هيفاء بيسو، تركت عملها واستقالت من وظيفتها من أجل التفرغ لقناتها الخاصة على موقع الفيديوهات الاجتماعي “يوتيوب”.

ولكن هيفاء اختارت أن تقدم بعض الموضوعات باللغة الإنجليزية لتكون جسرًا بين الشرق والغرب، حيث تريد تغيير النظرة السلبية للفتاة العربية.

“أنا الرجل، وهذه زوجتي”، خلفه تظهر الزوجة وتقول: “دائمًا أمشي خلفه وأتحدث بهدوء”، هذا جزء من حلقة بعنوان “عالم الصور النمطية في الشرق الأوسط” التي تحاول هيفاء كسرها بشكل درامي مبني بإحكام، ندعوكم لمشاهدة الفيديو الذي لا يتخطى 8 دقائق.

شارك الموضوع
محمود علي

صحفي مصري، عمل في العديد من المؤسسات الإعلامية التلفزيونية والمطبوعة والمنصات الإلكترونية.