تجربة الحمل والولادة والأشهر الأولى لاستقبال المولود تختلف عن أي مرحلة ووقت آخر في حياة أي أنثى.
خاصة إذا كانت هذه هي تجربتك الأولى في الحمل، قد تكتشفين أشياء وتعيشين تجارب ومشاعر جديدة مع طفلك الجديد.
لذلك يجب الحصول على رعاية منتظمة خلال مرحلة الحمل تضمن لك ولمولودك صحة جيدة ونمو طبيعي وتجنب حدوث أي خلل.
ولكن ليس كل النساء ترغبن في هذه التجربة وهذا أيضًا أمر طبيعي.
نساء الألفية يتجهن إلى فكر جديد بشأن إنجاب الأطفال
ترى بعض السيدات أن الضغط من أجل إنشاء أسرة أمر مزعج.
فالعديد من نساء الألفية اللاتي قضين العقد الماضي في التركيز على بناء مهنتهن وعملهن الخاص، قد يرون أن التسرع في الإنجاب وبناء العائلة أمر سيطيح بكل مجهوداتهم وتعبهم في هذه الفترة.
ترى المرأة من السهل أن تحلم بمهنة ممتازة ونمط حياة راسخ وتكوين عائلة، ولكن في الواقع والحياة العملية قد يختلف الأمر كثيرًا وتتراكم الضغوط التي يصعب إدارتها.
كان الحل الواقعي والسليم من نظر غالبية نساء الألفية هو تأخير قرار الإنجاب.
فإن متوسط عمر الأمهات يرتفع الآن من 21 إلى 26، بينما بالنسبة للآباء، فقد ارتفع من 27 إلى 31.
من الطبيعي لنساء راشدات أن يتخذن مثل هذه القرارات بشأن تأخير الإنجاب في ظل وجود أسباب وعوامل واضحة ناهيك عن حقهن الإنساني في حرية الإنجاب وحق الاختيار.
الاعتبارات المالية
أجريت بعض الدراسات لقياس مدى تأثير الأوضاع المالية على معدل تأخر الإنجاب لدى نساء الألفية.
كان هذا هو السبب الأول الذي تفكر فيه المرأة، حيث أفاد الدراسات أن 60٪ يؤخرون الإنجاب بسبب عدم امتلاكهم لأموال كافية، والباقي يفكرون في تأسيس وضع مادي ومهني مستقر أولاً قبل التفكير في الإنجاب.
تأسيس حياة مهنية
العديد من النساء يفكرن في مصير حياتهن المهنية قبل الوقوع في فخ الزواج والإنجاب على حد وصفهن.
وفقًا لدراسة أجرتها جامعة برينستون، فإن الفجوة في الأجور بين الجنسين ترجع إلى حد كبير إلى الإنجاب.
فبعد أن تنجب النساء أطفالًاً طبيعي أن تنخفض قدراتهم وتوافقهم العملي والمهني بنسبة 20٪ أقل من نظرائهن الذكور على مدار حياتهم المهنية.
هذا ما عليك معرفته قبل خوض تجربة الإنجاب
عادة ما نستسهل تجربة الحمل ونعتبرها مرحلة عادية ويجب أن تمر منها المرأة بشكل طبيعي وسهل خاصة إذا كانت هذه هي التجربة الأولى في الإنجاب.
هناك الكثير من التحدّيات التي يجب الإلمام بها بهدف استعداد أكبر لهذه المرحلة.
لحسن الحظ تتحلى بعض النساء بالشجاعة والجرأة الكافية للتحدث بكل صراحة عن تجاربهن الخاصة بالحمل، والتي يمكنك تخيل نفسك في واحد من تلك السيناريوهات المتوقعة إذا كان قرار الإنجاب جاد ونهائي بالنسبة لك.
تقول سارة أنها تتسم بشخصية منظمة بشكل كافي فبدأت في الاستعداد والبحث بشكل جيد قبل الحمل لجمع كافة المعلومات حول الحمل والولادة لتسهيل هذه التجربة قدر الإمكان،.
ولكن هذا كله لم يمنعها من الصدمة لما خاضته من ألم ومتاعب أثناء الحمل والولادة، عانت من الكدمات المهبلية الخضراء والبنفسجية التي استمرت لأشهر بعد الولادة، كما تفاجأت من تدفق الحليب أثناء النوم، وغيرها من الصعوبات التي لم تتوقعها سابقًا.
وتتحدث جودي عن تجربتها الخاصة قائلة:
جميع الأشياء بعد الولادة كانت مختلفة بشكل كبير، الملابس التي اعتدت أن ألبسها، عدم القدرة على الذهاب إلى الحمام أحيانًا، استخدام قفازات مطاطية مليئة بالثلج لتهدئة الألم، الكدمات، بكاء الأطفال الذي لا ينقطع.
وتضيف جودي أنها لم تكن تتوقع كل هذه المعانة أو بمعنى أدق لم يخبرها أحد أنها ستمر بهذا كله.
مقال ذو صلة
علامات تخبرك بأنك ستصبحين أمًا عما قريب
بعض الأشخاص تكون لهم علامات الحمل واضحة وطبيعية يمكن اكتشافها والبعض الآخر قد لا يلاحظ إطلاقًا حدوث الحمل حتى تنقطع الدورة الشهرية وتتأخر عن موعدها الطبيعي.
صداع في الرأس
نتيجة تغير مستويات الهرمونات لديك وكذلك زيادة ضغط الدم قد يسبب ذلك حدوث الصداع وهو من العلامات الشائعة في مرحلة الحمل المبكرة.
حدوث نزيف
قد تتعرض بعض النساء لنزيف خفيف وبقع في المراحل المبكرة لحدوث الحمل. غالبًا ما يكون هذا النزيف نتيجة لعملية الزرع الذي يحدث بعد أسبوع إلى أسبوعين من عملية الإخصاب.
يمكن أن ينتج هذا النزيف أيضًا عن حالات أخرى مثل العدوى أو التهيج الذي يؤثر على سطح عنق الرحم ويكون حساس جدًا أثناء الحمل.
ومن جانب آخر يمكن أن يشير النزيف في بعض الأحيان إلى حدوث مضاعفات الحمل الخطيرة، مثل الإجهاض أو الحمل خارج الرحم أو المشيمة المنزاحة.
وفي كلتا الحالتين عليك استشارة الطبيب في حالة الشعور بهذا النزيف للإطمئنان على صحتك.
ارتفاع ضغط الدم
يعتبر ارتفاع ضغط الدم من الأعراض الخطيرة بعض الشيء أثناء مرحلة الحمل ولا يجب الاستهانة بها لضمان حمل صحي، فقد يتطور في بعض الأحيان خلال فترة الحمل.
وبالطبع هناك عدد من العوامل التي يمكن أن تزيد من خطورته عليك تجنبها تمامًا، كالتدخين وزيادة الوزن أو السمنة، وفي حالة كان ارتفاع الضغط مرض وراثي يجب عليك استشارة الطبيب لأخذ الإحتياطات اللازمة.
زيادة الوزن
يمكنك ملاحظة زيادة ما بين 1 :4 كيلو في الأشهر الأولى من الحمل. وتصبح زيادة الوزن ملحوظة بشكل أكبر في بداية المرحلة الثانية من مراحل الحمل.
ألم في الظهر
تغير مستوى الهرمونات وكذلك الضغط على العضلات قد تسبب آلام الظهر في المرحلة الأولى للحمل. وكنتيجة لزيادة الوزن الملحوظة في المرحلة الثانية للحمل قد تزيد معه حدة الألم عند بعض السيدات.
حرقة في المعدة وإمساك
قد تسبب الهرمونات المندفعة وكذلك تسرب حمض المعدة إلى حدوث حرقة مزعجة في المعدة. وعلى جانب آخر قد تسبب تلك الهرمونات إبطاء في الجهاز الهضمي للحوامل وينتج عنه حدوث الإمساك.
إقرئي أيضًا
الشعور بالأرق والكآبة
أثبتت الدراسات إصابة حوالي 23 في المائة من النساء الحوامل بالاكتئاب أثناء الحمل، نتيجة التغيرات البيولوجية والعاطفية التي يعانين منها.
كما أن الشعور بالأرق من العلامات الشائعة للحمل نتيجة الإجهاد الجسدي والتغيرات الهرمونية.
عند شعورك بالاكتئاب والأرق بشكل غير معتاد أنصحك باتباع نظام غذائي متوازن، نوم جيد وممارسة اليوغا لتساعدك من الخروج أو تقليل تلك الحالة المزعجة.
الحمل يمر سريعًا وهذا لا يمنع من إمكانية التنبؤ به
يتم حساب عمر الحمل أو فترة الحمل الطبيعية بالبدء من اليوم الأول من آخر دورة شهرية لك. من الشائع في الحمل أنه يستمر لمدة 9 أشهر، وهذا صحيح ففي العادة تكون مدة الحمل 9 أشهر تقريبًا.
لكن طريقة قياس الحمل تجعله أطول قليلاً.
تتراوح فترة الحمل النموذجية الكاملة بين 38-42 أسبوعًا إلى حوالي 10 أشهر. فكثير من السيدات لا يتذكرن التاريخ الدقيق لآخر دورة شهرية لهن، لا بأس بذلك لأنه يمكن للطبيب معرفة عمر الحمل باستخدام الموجات فوق الصوتية.
صعوبات ومشاعر مختلفة برفقة جنينك
يستمر الحمل الطبيعي حوالي 40 أسبوعًا تقريبًا، ويمكننا تقسيم مراحل الحمل إلى 3 مراحل أساسية. كل مرحلة قد تصل إلى 13 أسبوعًا، وكل مرحلة تتميز ببعض التغيرات والعلامات الخاصة بها.
المرحلة الأولى
وهي الأشهر الثلاثة الأولى للحمل تقريبًا والتي تحمل الكثير من التغييرات في الجسم، حيث تبدأ العديد من النساء في الشعور بالغثيان والقيء بسبب الحمل، في أول 6-8 أسابيع من هذه المرحلة.
وقد تشعر المرأة الحامل أيضًا بالتعب الشديد وتلاحظ أنها أكثر عاطفية من المعتاد ومتقلبة المزاج بسبب التغيرات الهرمونية.
بالإضافة إلى الرغبة الشديدة في تناول الطعام أو النفور مع حاسة الشم القوية. تضخم الثديين شائع أيضًا في هذه المرحلة.
المرحلة الثانية
تستمر المرحلة الثانية بين الأسبوع 13 و 26 للحمل.
وعند بدايتها تبدأ جميع أعراض المرحلة الأولى في الإختفاء، لتظهر العلامات الخاصة بهذه المرحلة الجديدة ومن أبرزها؛ كبر بطن المرأة والشعور بحركة الجنين.
يبدأ الجنين الذي يبدأ وزنه في الازدياد تدريجياً وقد يصل إلى وزن كيلو، مع بدأ نمو بعض الأعضاء والهياكل الرئيسية.
يُصاحب ذلك شعور الأم ببعض الآلام في الجسم، ظهور بعض علامات التمدد و حكة في البطن والراحتين والقدمين، وتورم الكاحلين، الأصابع أو الوجه وأخيرًا استمرار الرغبة الشديدة أو النفور من الطعام.
المرحلة الثالثة
تستمر المرحلة الثالثة من الأسبوع ال 27 إلى الأسبوع الـ 40 تقريبًا، مع استمرار نمو الجنين من 1 كيلو إلى 8 أو 7 كيلوجرامات تقريبًا، وتبدأ ظهور أعراض وعلامات المرحلة السابقة من الحمل التي سبق و ذكرناها بالإضافة إلى بعض الأعراض مثل ضيق في التنفس وآلام في الظهر.
كما يُلاحظ الآتي؛ حرقة في المعدة، تقلب المزاج والأرق، الحاجة إلى التبول أكثر من المعتاد، تسرب حليب مائي من الثديين، اضطراب في النوم.
وتكون خاتمة الحمل بتحرك الجنين إلى وضعية ‘الرأس لأسفل’ لتسهيل الولادة ومن ثم يبدأ حدوث بعض الانقباضات.
هذه الخطوات تسهّل عليك كل شيء
بمجرد تلقي خبر تأكيد حملك، عليك أن تكوني حذرة فأنت الآن مسئولة عن شخص آخر وعن صحتك بالتأكيد، و هناك بعض النصائح التي يجب اتباعها لضمان نمو جنينك وإتمام الولادة بشكل صحي تمامًا.
1. مراجعة طبيب التوليد الخاص بك بشكل مستمر من البداية لضمان حمل آمن.
2. اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، بناء على تعليمات الطبيب المختص.
3. تناول المكمل الغذائي، كحمض الفوليك على الأقل في الأشهر الثلاثة الأولى وفيتامين دال طوال فترة حملك وما بعدها.
4. يجب أن تكوني حذرة بشأن النظافة الشخصية ونظافة الطعام، اغسلي يديك جيدًا قبل التعامل مع الطعام، خاصةً إذا كنت قد ذهبت للتو إلى المرحاض، أو خالطتي حيوانًا أليفًا.
5. يجب ممارسة الرياضة بانتظام، يمكنك استشارة طبيبك الخاص في هذه النقطة للتعرف على نوعية التمارين الرياضية المناسبة للحمل.
6. الاهتمام بممارسة تمارين قاع الحوض، حتى تدعم وتقوي عضلات المثانة والمهبل والظهر، والتي في الغالب تضعف نتيجة الوزن الزائد من الحمل.
7. الإمتناع تمامًا عن تناول الكحوليات لما له من آثار ضارة على الجنين.
8. تقليل تناول الكافيين، فقد يؤدي الإفراط في تناول الكافيين إلى زيادة خطر الإجهاض، والكافيين يتواجد في القهوة والشاي والكولا والشوكولاتة ومشروبات الطاقة عمومًا.
9. الإمتناع عن التدخين أثناء هذه الفترة، فقد يسبب التدخين مشاكل صحية خطيرة للجنين.
10. النوم بشكل مريح والراحة الكافية خاصة في المرحلة الأولى للحمل.
في آخر المطاف، الحمل ليس تجربة خارقة للعادة ولا هو مهمة مستحيلة، من المفترض أن تكون سهلة وتحمل لحظات متعة، ألم، قوة وضعف…
وفي أغلب الأحيان تكون المشاعر مختلطة والمواقف متباينة.
ولكن تمكنك من معرفة معلومات أكثر دقة وتفصيلًا من تلك التي تعودتي أن تسمعيها من والدتك، جدتك، العمّة أو الخالة سوف يكون عامل قوي في نجاحك بتجاوز هذه الفترة المهمة في أحسن الظروف، فالمعرفة قوة.