قصص أغنى 5 شيفات أثبتوا قدرات الرجل الخارقة في المطبخ
“ممكن أي حد يطبخ، بس اللى قلبه جامد هيبقى عظيم”، حكمة لجوستو في فيلم ‘خلطبيطة بالصلصة‘، فتجربة الوصفات الجديدة والمغامرة في كسر المألوف والتقليدي تحتاج إلى ‘قلب جامد’، وهو ما يتميز به الرجال.
بعضهم يراها فنّ ومزاج، والبعض الآخر بدأها كهواية ممتعة ثم تحولت إلى عمل، في كل الحالات يبقى أغنى وأشهر رواد المطبخ في العالم من الرجال، ليتفوقوا على النساء رغم أن أن المطبخ هو “مملكة المرأة” في كل المجتمعات.
وأصبحت مهارات الرجل في المطبخ لا يمكن الاستهانة بها، حتى في المجتمع الشرقي، مع ظهور ‘رجال المطبخ’، على مواقع التواصل الاجتماعي، أو احتلالهم مساحات على شاشات البث الفضائي، لتجلس السيدات على أريكة في المنزل تتابع وصفة الشيف الجديدة.
مطبخ للرجال فقط
“دخلت إحدى المجموعات الخاصة بالسيدات من أجل السؤال على وصفة، لكن كان ردهن حذفي والاستهزاء بسؤالي، فقررت تدشين مجموعة رجالية شعارها للرجال فقط”، يحكي الشاب علي جمعة من مصر طريقة تأسيسه لمجموعة على موقع التواصل “فيسبوك”، لتعليم الرجال فنون الطهي.
وتحمل المجموعة اسم “هناكل ايه النهاردة.. للرجال فقط“، وتضم أكثر من 26 ألف عضو، وغرضها الأساسي تعليم الرجال الطهي ونشر التجارب حتى السيئة منها لتجنيب باقي الرجال الوقوع في نفس الخطأ، حيث تنشر ثقافة دخول المطبخ “مش عيب”، لكن العيب هو الاستسلام لأكل المطاعم مجهول المصدر والبعيد عن النظافة.
المجموعة كما يظهر من اسمها، تمنع دخول الجنس اللطيف، أسسها ‘علي’ للتغلب على ظروف “الغربة”، وعدم الرغبة في تناول “أكل الشارع”، وتبادل خبرات الرجال في شئون المطبخ.
ومن سائل مطرود من أحد الجروبات النسائية، لرجل يتقن فنون طبخ السمك، أصبح الشاب الإسكندراني يُطلب منه خصيصًا صناعة الولائم والعزائم، وخاصة في شهر رمضان.
الدخول إلى المطبخ لا يقلل من قيمة الرجل
“الدخول إلى المطبخ لا يقلل من قيمة الرجل على الإطلاق، أنا أدخل المطبخ وأطهو وصفاتي الخاصة”، يرى “سيف علي” أنه لا مانع من دخول الرجل المطبخ وغسل الأواني.
سيف كان مصور فوتوغرافي لإحدى السفارات، فدفعه السفر لتعلم وصفات الطعام من الثقافات المختلفة من الدول التي سافر إليها، فالوقوف في المطبخ بالنسبة إليه “فن ومزاج”.
ويتقن سيف المأكولات الفرنسية نظرًا لزواجه من فرنسية، إلى جانب المأكولات الإسبانية، وهو ما يصنعه دائمًا لأصدقائه العرب، أما أصدقائه الأجانب فيصنع لهم المحشي وطاجن الملوخية.
آلان ونج.. أغنى طباخ في العالم
“اعتقد أصدقائي أنني كنت مجنونًا بافتتاح مطعم في هاواي في الطابق الثالث من مبنى مكاتب لا يوجد به موقف سيارات ولا يُطل على المحيط “، ورغم أنها كانت بداية محلية لكنها أطلقت الشيف آلان ونج إلى العالمية.
يمتلك آلان ونج ثروة تتخطى حاجز المليار دولار، ليحتل قائمة أغنى طاه في العالم، وهو صاحب مدرسة Hawaii Regional Cuisine ، لتسليط الضوء على أطعمة هاواي المميزة.
أبدع آلان ونج في ابتكار عدد من الأطعمة المميزة، بنكهات جريئة وتجربة إضافة مكونات لأول مرة جميعها محلية، بإحساس ذاخر بالذوق الرفيع، وتجارب جريئة منقطعة النظير، فحصل على جائزة أفضل شيف من مؤسسة جيمس بيرد.
تعلم آلان فنون الطهي في كلية كابيولاني الأهلية في اليابان التي عاش فيها مع والدته، بدأ حياته العملية من الصفر، فعمل متدربًا في عدد من المطاعم اليابانية، حتى انتقل إلى مطعم Lutèce في مدينة نيو يورك في الولايات المتحدة الأمريكية.
مأكولات آلان جزء من الحياة في جزيرة هاواي، بعد افتتاح أول مطعم له باسم “منزل كانو”، ثم افتتح مطعمه الخاص في هونولولو، وقدم مأكولات تميزت بأسلوبه الفريد، والتي حصل بها على جائزة أفضل شيف في المحيط الهاديء عام 1996.
وتحمل مسيرة آلان العملية نجاح مبهر، فمن كلية في اليابان، إلى أشهر الطهاة في العالم، وتقديم الطبخ للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عام 2009 أثناء نزهة الكونجرس السنوية، إلى حكم في برنامج توب شيف الشهير.
إقرأ أيضًا
الرجل في المطبخ، قصة عشق قد تسافر به إلى النجوم
تظهر كل عام قائمة جديدة لأفضل طهاة العالم وأغناهم لأن التنافس شرس في هذا المجال وكل شيف يفعل المستحيل ليس فقط في ابتكار الوصفات ولكن في إدارة شركات وسلسلة مطاعم ربما، أي أن الأمر لا يتعلق بالأكل فقط ولكن بالبيزنس.
لذا قد نفهم أن ظهور النساء القليل كشيفات عالميات في هذه القوائم السنوية قد لا يتعلق فعلًا بالقدرة الإبداعية لديهن على الابتكار داخل المطبخ وإنما بتكافؤ الفرص بين المرأة والرجل في مجال المال والأعمال والريادة.
هذا لا ينفي دائمًا امتلاك الرجل لمهارات الطبخ، ففي مقال نُشر مؤخرًا على موقع شركةTrulyexperiences، تمّ اختيار 16 أفضل شيف في العالم الحائزين على نجمة ميشلان التي تشكّل أعلى وسام في صناعة وفنون الطهي العالمية، فهي بمثابة جوائز الأوسكار.
وحيازة نجمة واحدة فقط يعني الكثير في هذا العالم، ولكن هناك نخبة مختارة ممن تمكنوا من حيازة عدد مذهل من النجوم في كوكبة سلسلة مطاعمهم الراقية، وكانت بداياتهم جميعًا من رجل عشِق فنون الطهي و غزا مملكة النساء بامتياز.
5 شيفات وامرأة واحدة في قائمة الأفضل والأنجح عالميًا
1. الفرنسي ألين دوكاس الذي بنى إمبراطورية على مر 36 عامًا لا تضاهيها أخرى في عالم فنون الطهي العالمية الراقية ومطاعمه منتشرة في جميع أنحاء العالم، فهو واحد من اثنين فقط من الشيفات الذين حصلوا على 21 نجمة ميشلان في حياته المهنية.
2. الشهير بيير جانيير هو فرنسي آخر ممن وهبوا حياتهم لتحقيق الامتياز والاستثناء، فقد قضى 40 عامًا من حياته المهنية في جمع نجوم ميشلان، وهو المعروف بالخروج عن المألوف و تدمير تقاليد الطبخ الفرنسي الكلاسيكي.
3. الاسباني مارتن بيراساتيغوي يمتلك حاليًا 12 نجمة ميشلان، يعتبر أسطورة حقيقية في عالم المطبخ الباسكي التقليدي وأحد أفضل الطهاة في العالم.
4. الفرنسي يانيك ألينو هو مدير 18 مطعمًا في جميع أنحاء العالم. ولكن هذا الشيف لا يتعلق نجاحه بتجميع نجوم ميشلان فقط بل بتطوير المطبخ الفرنسي و القيام ببحوث خاصة في المجال، فهو حائز على براءة اختراع تقنية Extractions® التي تسمح بتركيز النكهات وإتقانها.
5.الشيف هذه المرّة سيدة، آن صوفي هي طاهية حاصلة على أكبر عدد من نجوم ميشلان. وتتميّز بكونها لم تحصل على تدريب رسمي في الطهي منذ تولت قيادة مطعم عائلتها Maison Pic بعد وفاة والدها في عام 1997، لتفتتح بعد ذلك مطاعم أخرى حققت نجاحًا كبيرًا.
6. الشيف البريطاني المشهور جوردن رامسي المعروف بلسانه اللاذع في برامج الطبخ مثل Hell’s kitchen، قد يكون من أشهر الطهاة في العالم، حاز على نصيب لابأس به في حياته المهنية من نجمات ميشلان مقارنة ممن سبق ذكرهم من الشيفات في هذه القائمة، إلا أن مطبخه الاستثنائي وشخصيته التلفزيونية الشهيرة جعلته يصنّف من ضمن 35 في قائمة المشاهير الأعلى دخلاً في العالم حسب مجلة فوربس سنة 2019. وتقدر ثروة رامسي في 2020 بنحو 220 مليون دولار.