قضايا المرأة

التمييز الجنسي ضد المرأة العربية

التمييز الجنسي ضد المرأة العربية
شارك الموضوع

لا يمكن اعتبار الدول العربية مؤلفة من مجموعة سكانية يتمتع فيها جميع الأفراد بحقوق متساوية. نظرًا لطبيعة التاريخ المليء بالسلطة الذكورية، يمكن تعريف شريحة أخرى على أنها مجموعة “أقلية” في المجتمع العربي، لأنها من بين الفئات المحرومة – أي النساء أو أفراد من هويات جندرية أخرى، على الرغم من انتمائهم إلى السكان المحليين.

 تعرضت واحدة من كل ثلاث نساء في جميع أنحاء العالم لشكل من أشكال  التمييز العنصري القائم على النوع الاجتماعي في حياتها. يتخذ التمييز الجنسي ضد المرأة أشكالاً عديدة في العالم العربي.

التمييز على أساس الجنس ومظاهره المتجذّرة في العالم العربي

التمييز في مواقع التواصل 

المساواة بين الجنسين تعتبر من أهم القضايا التي لا زالت الكثير من الدول تثير جدلاً حولها خاصة الدول العربية.

أول شيء يمكن ملاحظته هو التمييز الجنسي المتواجد في مواقع التواصل الاجتماعي والذي نراه في أمور عدّة مثل النكت الكثيرة التي تحتوي على كميات كبيرة من التمييز. فمثلاً توجد الكثير من النكت أو الميمز التي تستهزئ بقيمة المرأة عند عدم معرفتها بالطبخ أو أشغال المنزل اليومية. الكثير من الأشخاص ينسون أن أعمال حياتنا اليومية تعتبر من حاجيات الإنسان ومتعلقة بمدى ترتيبه لأموره الشخصية، ولا يمكن ربطها بجنس معين.

التقاليد والأعراف البالية

هذا الإشكال قد نجده في بيوت معظم المجتمعات العربية. الكثير من الآباء يحتكرون على بناتهم في أشغال البيت عكس أبنائهم، بحجة أن الفتيات مكانهن المنزل و يجب عليهن التعلم من أجل الاهتمام بالأزواج مستقبلاً. لكننا في تطور ملحوظ مع آباء الجيل الجديد، فالكثير منهم يهتمون أكثر بدراسة بناتهم ومستقبلهم المهني.

جرائم الشرف تعتبر أيضًا من أخطر ظواهر التمييز الجنسي في العالم العربي. فقد انتشرت في العديد من الدول العربية التي أخفقت إلى حد كبير في تعديل القوانين ذات الصلة.

الكثير من الأفراد يعتبرون المرأة وعلاقتها مع الغير تخص شرف العائلة ككل، وبناءًا على ذلك لا يحق لها اتخاذ قرارات شخصية، ومن ثم تعتبر السلوكات اللإنسانية المرتكبة باسم معتقدات الشرف مستحقة في هاته الحالة.  

التمييز ضد الرجل أيضًا

في بعض الأحيان يكون التمييز الجنسي ضد الرجل أيضًا وهو من الظواهر التي توجد بكثرة في مواقع التواصل الاجتماعي، ويظهر ذلك في التنمر الموجه للرجال ذوي الطبيعة العاطفية أو الهادئة، بالنسبة للمفاهيم العربية السائدة، يجب عليهم التطبع بالخشونة، العنف والصوت العالي.

 لكن يبقى التمييز الجنسي ضد المرأة هو الغالب، وذلك بسبب التاريخ الحافل بالذكورية والتي لا زالت تمظهراتها قائمة ومؤثرة بشكل سلبي كبير رغم التطور المجتمعي والفكري. 

العنف الزوجي

أكثر مظاهر التمييز الجنسي ضد المرأة في العالم العربي تتجلى في العنف الزوجي وهو الأكثر شيوعًا (يؤثر على ما يقرب من 30٪ من النساء في العالم العربي) وكذلك يعتبر الأقل الإبلاغ عنه. غالبًا ما لا يتم تصنيف العنف الزوجي على هذا النحو، الكثير من مواقف العنف بين الأزواج تعتبرها السلطات في الدول العربية شيء شخصي ولا يمكن التدخل فيه. كما أن وصمة العار الاجتماعية والضغوط الأسرية والمجتمعية تمنع النساء من الإبلاغ عنه.

توجد الكثير من العادات في المشرق العربي التي تُرغم الفتيات على الزواج عوض بناء مستقبل مهني والاستقلال بالذات. لكن هناك الكثير من النساء أيضًا اللواتي يعتقدن أن الزواج هو الحل الأسهل للهروب من سلطة الأبوين، في الحين الذي قد يشكل هذا الحل الاجتماعي بوابة على مشاكل أكبر خاصة إذا كان الشريك ذو شخصية سلطوية.

ثقافة الوعي هي الطريق لمكافحة انعدام المساواة بين الجنسين

العديد من النساء في المجتمعات العربية لا تقاوم من أجل المساواة بين الجنسين. فقد تفضل المكوث في المنزل من أجل تربية الأبناء والقيام بالأشغال المنزلية، وبالتالي قد تجد نفسها في الأخير خاضعة لسلطة زوجها.

تتمثل إحدى أقوى طرق مكافحة العنف ضد المرأة في العالم العربي في زيادة انتشار الوعي بين الشباب. يجب على الشباب اليافع أن يتكلم أكثر عن الموضوع وتجلياته. وذلك بالانخراط بالمبادرات المحلية والعالمية التي تُنظم من طرف العديد من المنظمات مثل مبادرة 16 يوماً لمحاربة العنف ضد المرأة .

بإمكان الشباب الصغير أيضًا العمل على تنظيم ندوات في المدارس والجمعيات المحلية حول موضوع المساواة بين الجنسين، وخاصة في تلك المتواجدة بالمناطق البعيدة عن المدن حيث النساء والفتيات هن أكثر عرضة للحرمان من التعليم والزواج في سن مبكر.

عندما يكون الحديث كثيرًا عن قضية معينة يتفاعل معها الأفراد المتواجدين في نفس المحيط، لذلك من الضروري خلق حوارات جديدة في المجتمعات عن ثقافة المساواة بين الرجل والمرأة في كل شيء.

الفكرة في البداية ستبدو مستحيلة لأنه من الصعب تغيير أفكار مجتمع تربى على قيم و تقاليد منذ قرون، لكن  يمكن للفرد دائمًا أن يطور الحس النقدي الخاص به، لأن التقاليد ليست الأفضل دائمًا.

جرّب قراءة هذا المقال أيضًا

شارك الموضوع
فريق يارا

فريق المحرّرين بموقع «يارا».