يجذب قطاع التكنولوجيا شرائح واسعة من النساء في المنطقة العربية، وقد فتحت التجارة الإلكترونية المجال أمام آلاف النساء العربيات اللاتي استغللن الفرصة على النحو الأمثل ووصل بعضهن إلى حد تكوين ثروة من التجارة الإلكترونية!
ولا يعني ذلك أن التجارة الإلكترونية خالية من التحديات والصعوبات، لاسيما بالنسبة إلى المرأة في مجتمعاتنا العربية التي تمنح الرجل امتيازات مجانية مطلقة في كثير من الأحيان!
دعم المرأة في أسواق التجارة الإلكترونية
تتمثل الخطوة الأولى للتغلب على تحديات التجارة الإلكترونية بالنسبة للنساء في توفير الدعم الكامل، لاسيما للنساء العاملات بالفعل، وبخلاف ما يظنه البعض، فإن النساء الناجحات في أعمال التجارة الإلكترونية لا يُشكّلن تهديدًا للرجال!
لا يميل أغلب المستثمرين لتمويل أعمال التجارة الإلكترونية التي تقودها نساء، وفي أحيان كثيرة، عندما يكون الاستثمار الحقيقي مطروحًا على الطاولة، فالتفضيل الأخير بعد مداولات كثيرة، يكون لشركات ناشئة يقودها رجال لا نساء للأسف.
ولا يتعلق ذلك فقط بالوطن العربي، فعندما أعلنت شركة Big Commerce عن قائمتها لأفضل 19 علامة تجارية إلكترونية لعام 2018، كانت لجنة التحكيم مكوّنة من تسعة أعضاء كلهم من الرجال، وهو أمر مثير للسخرية بالفعل!
موضوع ذو صلة
نعم أتاح الانترنت فرصًا جديدة للنساء للمشاركة في التجارة العالمية، والوصول إلى قاعدة مستهلكين أكبر بمرور الوقت، إلا أنه ما زالت هناك فجوة كبيرة ليست في صالح المرأة، ولوضع حدٍ لها لابد من تفعيل استراتيجيات تدعم حقوق المرأة في الموازنة بين عملها وبيتها، وتمنحها سياسات وبيئات عمل مناسبة وأكثر مرونة!
إن القطاع الخاص، والمستثمرين على وجه التحديد بحاجة إلى فهم واستيعاب الأبعاد الحقيقية للحاجة إلى زيادة عدد رائدات أعمال التجارة الإلكترونية، سواء داخل أو خارج المنطقة العربية!
تتساءل ريبيكا إينونشونغ وهي رائدة الأعمال التكنولوجية الكاميرونية :
ماذا يمكنك كامرأة أن تفعل، إذا لم يدعمك أحد؟ أحد المجالات التي نكافح فيها، كنساء هو عمليات الشراء، يجب القيام بتسهيلات تُمكّننا من تسهيل ذلك، نعم يمكننا أن نبدأ بدون تمويل في البداية، لكن لا يمكننا التوسع بدون تمويل!
وإذا تقرر ذلك، يمكنك ببساطة فهم تصريح نينا أنجيلوفسكا، وزيرة مالية مقدونيا الشمالية الحالية والمديرة التنفيذية السابقة والمؤسس المشارك لشركة التجارة الإلكترونية .Grouper.mk :
امنح النساء الفرصة، في كل ما يتعلق بالتجارة الإلكترونية، وسوف تجد منهن أفضل استجابة ممكنة!
مديرات تنفيذيات في شركات التجارة الإلكترونية
شاركت ريبيكا مينكوف في تأسيس علامتها التجارية العالمية للأزياء التي أسهم في شهرتها موقعها الإلكتروني ذائع الصيت، وقد بدأت رحلتها في الترويج الإلكتروني لمنتجاتها، عندما كانت تبلغ من العمر 18 عامًا، وقد حققت شركتها حتى الآن مبيعات تزيد عن 100 مليون دولار أمريكي!
إن مينكوف شغوفة بتمكين المرأة في مجالات التجارة الإلكترونية، وهي تعتبر علامتها التجارية دليل على تمكين المرأة من خلال بيئات داعمة لها، وهي لم تحقق ذلك من فراغ، إذ ألهمها ما يضفيه النجاح على المرأة من طابع خاص بين أقرانها في المجتمع!
ومثلها كانت رائدة الأعمال دانييل أتكينز، والتي اعتمدت على صندوق Not On The High Street، والذي يدعم النساء بشكل كبير عبر تسهيل بيع المنتجات عبر متاجر الإنترنت، وقد بدأت أتكينز علامتها التجارية لملابس السباحة Kulani Kinis، والتي تتجاوز إيراداتها السنوية الآن حاجز 2 مليون دولار، وما زالت تطور من علامتها التجارية وتطمح في أن تزاحم الكبار في نفس المجال خلال سنوات قادمة!
أسواق التجارة الإلكترونية العربية فرص واعدة للمرأة
يؤكد العديد من الاقتصاديين على أهمية الأسواق الإلكترونية العربية لاسيما في المملكة العربية السعودية، وعوائدها المالية الضخمة، وفي ظل متغيرات السوق بالنسبة لكثير من الأعمال التقليدية، تأتي أعمال التجارة الإلكترونية لتكون بمثابة طوق النجاة لرائدات الأعمال اللاتي عانين لسنوات من آليات الأعمال التقليدية المعقدة غالبًا!
وقد كشفت أميمة عزوز رئيسة تصميم الأزياء بالغرفة التجارية والصناعية بجدة، أن المرأة السعودية استفادت بشدة من إطارات عمل التجارة الإلكترونية، إذ ناسبتها تلك الحرية التي تتيحها تكنولوجيا الأعمال عبر شبكة الإنترنت.
اهتمامي بالجوانب العملية ورحلاتي المستمرة بين العواصم العربية والأوروبية لعرض خطوطي الجديدة ساهمت في تأخر انضمامي إلى السوق الإلكتروني والتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكنني تعلمت في العامين الماضيين أهمية التسويق الإلكتروني وأنشأت موقع الويب الخاص بي لعرض أحدث أعمالي والترويج لها.
أميمة عزوز
وتؤكد ريم الرويسان، سيدة الأعمال وعضو مجلس سيدات الأعمال السعوديات الشابات، أن هناك إقبالًا متزايدًا من سيدات الأعمال السعوديات على الأسواق الإلكترونية الواعدة!
القضية الجوهرية التي أثارتها الرويسان هي أن السبب في ذلك هو أن تلك الأسواق الإلكترونية تعمل على تحفيز هؤلاء الشابات على خلق فرص عمل بدلًا من طلبها من الغير!
بالإضافة إلى سبب آخر، وهو ذلك القدر الهائل من التنوع في الأعمال التي تجمعها مظلة التجارة الإلكترونية مثل: التسويق الإلكتروني وتطوير تطبيقات الهواتف الذكية وبيع المنتجات المختلفة عبر المواقع الإلكترونية.
وتوضح لينا العمودي، سيدة الأعمال السعودية والمتخصصة في الموارد البشرية، أن سيدات الأعمال السعوديات لهن بصمة قوية، في عالم التجارة عبر الأسواق الإلكترونية وأصبحن رائدات لنظيراتهن في خارج الخليج العربي من خلال نشر ثقافة واستراتيجيات أعمال التجارة الإلكترونية.
المرأة السعودية منفتحة ومتقبلة لكل ما هو جديد، لذلك لم يكن من الصعب عليها الدخول في تجربة التجارة من خلال الأسواق الإلكترونية، حيث سهلت التكنولوجيا الإلكترونية والوسائل الحديثة طريقهن لتسويق أنفسهن كسيدات أعمال.
لينا العمودي
مفاتيح الدخول في عالم التجارة الإلكترونية
الشرط الأول والأساسي للأعمال الإلكترونية هو الوصول إلى الإنترنت، ولذلك فلابد لأي امرأة عربية ترغب في خوض غمار أعمال التجارة الإلكترونية أن يكون لديها جهاز حاسوب أو على الأقل هاتف محمول من الطرز الحديثة وله اتصال قوي بشبكة الإنترنت.
ولا يتبقى بعد ذلك سوى الانضمام إلى منصات التجارة الإلكترونية، ومع كل التسهيلات التكنولوجية، أصبح من السهل إنشاء نشاط تجاري، وهناك قائمة طويلة من المنصات الإلكترونية التي يمكن لأي امرأة التعامل معها بحسب المميزات التي تفضّلها في كل منصّة، وعلى سبيل المثال يمكن ذلك عبر مواقع مثل Etsy، أو عبر منصات مثل Facebook Marketplace.
وتتفاوت منصات التجارة فيما بينها، فقد توفر بعضها ميزات توصيل البضائع والمنتجات بطرق شحن أقل تكلفة، تستخدم الكثيرات من رائدات الأعمال خدمات تجارية مثل DHL Express، لتوصيل بضائع أو منتجات شركاتهن.
وتعمل منصات التواصل الاجتماعي نفسها، كمنصات للترويج لأعمال التجارة الإلكترونية، يمكن إنشاء صفحة عبر إنستغرام، لبيع منتجات العناية بالبشرة أو ملابس الأطفال أو فساتين الزفاف وغير ذلك من المنتجات المختلفة.
وهناك العشرات من الأمثلة الناجحة لعربيات قمن بالترويج لأعمالهن بشكل ناجح ومُبهر فقط من خلال انستغرام، وهي المنصة الأقوى على العموم حاليًا للترويج أو التسويق للمنتوجات أو الخدمات.
ولذلك فإن الوسيلة الأسهل التي أرشحها لأي مُقبلة على إنشاء تجارة إلكترونية خاصة بها هي بيع المنتجات، عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل Facebook و Instagram و Pinterest، ويمكن اعتبار كل مما سبق بمثابة متجر افتراضي يمكن بسهولة الحصول منه على آلاف المتابعين وبالتالي آلاف العملاء!
إقرئي أيضًا
وفي هذه الحالة، ليس عليكِ بعد إنشاء صفحة عبر هذه المواقع سوى متابعة تنزيل منشوراتك باستمرار، والتواصل مع العملاء ومتابعة ردودهم على كل منتج لديك، ولو بدأتِ بعرض أسعار تنافسية جيدة سينعكس ذلك بالإيجاب على حجم الإيرادات الشهرية!
وفي ذلك الصدد، يجب أن يكون لديك مصوّر احترافي، يقوم بتصوير المنتج الذي تريدين تسويقه وبيعه بشكل يلفت انتباه العملاء، فالصورة هي سفير عمليات البيع والشراء، وإذا كانت جودتها سيئة ستنتهي الصفقة قبل أن تبدأ!
وعليك إن أردت مواجهة تحديات الأسواق الإلكترونية بنجاح أن تختاري المنتجات التي يُفضّلها العملاء والتي يكثر عليها طلبهم، فإذا وجدوا لديك أفضل منتج بأفضل جودة وأقل تكلفة سيكون النجاح حليفك حتمًا لا محالة!
