بزنس وريادة أعمال

كيف تصنعين علامة تجارية ناجحة!

كيف تصنعين علامة تجارية ناجحة!
شارك الموضوع

العلامة التجارية مهمّة للغاية لأي امرأة تقتحم مجالات ريادة الأعمال وتريد أن يكون لها حضور قوي في سوق العمل، وإذا كنا بصدد الحديث عن سوق العمل العربي فهناك تحديّات لا حصر لها تواجه أي امرأة تتحدى القيود الاجتماعية الموجودة بمنطقتنا العربية!

وحين ترى امرأة ناجحة فتأكد أنك لم تر جزءًا من الصعاب التي عانتها هذه المرأة وهي تخوض التحديّات وتنافس الرجال في سوق عمل لا يعرف المجاملات!

 ومن بين أهم التحديّات التي تخوضها المرأة العربية في عالم البزنس هو اختيار علامة تجارية فريدة من نوعها لا تعتمد فقط على تصميمها أو لونها.

بل أيضًا على حاجة سوق العمل لخدماتها دونًا عن غيرها، والمقصود بالعلامة التجارية هو ذلك المزيج الفريد من المرئيات والصور والتصميمات التي يستلهم منها العملاء نوع المنتج الذي تملك هذه العلامة حقوقه الحصرية. . ويعرفون عبر كل هذه الوسائل أنها علامتك التجارية!

اختيار علامة تجارية مُعبّرة

إن اختيار علامة تجارية مُعبّرة وناجحة يتطلب الكثير من البحث لمطابقة آراء العملاء ومراجعة احتياجات سوق العمل بدقة، ويتطلب ذلك إجراء استطلاعات رأي لمعرفة ما الذي يحتاج إليه العملاء بالضبط وكيف يمكن تحقيق عوامل الجودة التي يطمحون إليها.

ويسهّل من هذه المهمّة تتبُّع اهتمامات هؤلاء العملاء ورغباتهم الشرائية عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وانستغرام، والنجاح في ذلك سيجعل العلامة التجارية تُعبّر بوضوح عن المنتجات أو الخدمات التي تُقدّمها للجمهور.

وإلى جانب ذلك فمن الضروري اختيار تصميم متناسق للعلامة التجارية وتدشين دعاية قوية لها؛ وذلك لكي تكسب قاعدة عملاء دائمة ولتستطيع تلبية كافة التوقعات المُنتظرة من كافة عملائها! 

ولاختيار العلامة التجارية يجب أولًا أن تسأل رائدة الأعمال نفسها وموظفيها: ما هي القيمة التي يحققها عملنا؟ وما هي الرؤية والرسالة التي نتحرك خلفها؟ وما هي الإضافة الفريدة في المنتج أو الخدمة التي نقدمها؟

إن تحديد إجابات واضحة لكل هذه الأسئلة والعمل على توفير خيارات متعددة لتحقيق رغبات العملاء هي بمثابة سيرة ذاتية واعدة لأي امرأة عربية ترغب في اقتحام مجالات ريادة الأعمال والمنافسة بقوة في ظل سوق عمل يُقدّم امتيازات مجانية لكثير من الشركات الناشئة التي يملكها رجال!!

ولكي ينجح اختيار علامة تجارية يجب أن تكون دوافع اختيارها طموحة للغاية في المقام الأول، إذ إن نجاح العمل التجاري وإقبال العملاء في البداية على ما تقدمه من منتجات أو خدمات هو تحدي أكبر لبناء علاقات تجارية أكبر ولتطوير آلية العمل وما قد يتبعه من ندوات ومؤتمرات وورش عمل مباشرة أو أونلاين.

وقد تشترك أكثر من علامة تجارية في عمل واحد إذا اتفقت الرؤى وتوحّد الهدف، ويمكن بالطبع أن يؤثر ذلك على اختيار العلامة التجارية، فوفقًا لدراسة حديثة أجرتها شركة Unilever Foundry فإن التعاون بين العلامات التجارية يتطور بسرعة كبيرة للغاية لدرجة أن الشركات الناشئة ستتقاسم مساحات العمل فيما بينها بحلول عام 2025! 

استراتيجية عمل وإدارة واعية!

 تفوق التحديات التي تواجه الشركات الناشئة بعد اختيار العلامة التجارية ما قبلها من تحديات وصعوبات بكثير!

لاسيما إذا وضعنا في الاعتبار أن العلامة التجارية في الأساس هي بمثابة وعد تم قطعه لعملائك ليخبرهم بما يمكنهم توقعُّه من عملك وما الذي يجعلك متميزة عن البقية، ولذلك يجب أن تعمل علامتك التجارية وموادك التسويقية وموقعك الإلكتروني لتحقيق ذلك الوعد بجدارة!

العلامة التجارية والتخطيط الجيّد

 ويجب أن يكون السؤال الحاضر بقوة في الذهن: كيف نجحت العلامات التجارية ببلدك وببلدان أخرى؟ إن تدشين استراتيجيات قوية ومستمرة لإنجاح العلامة التجارية يستغرق الكثير من الوقت، وربما امتد لسنوات.

ويمكن القول بشكل آخر إن العلامة التجارية هي استراتيجية طويلة المدى لاكتشاف العملاء وتحقيق رغباتهم.

إنها استراتيجية التجربة والخطأ، وهي تصنع شيئًا جديدًا ومختلفًا عن سائر الموجود في سوق العمل، وعندما يكون لدى الشركة الناشئة استراتيجية ناجحة، إلى جانب رأس مال جيد وتسويق جيد سيؤدي ذلك لتوفير العوامل اللازمة لتنجح العلامة التجارية في أهدافها لسنوات قادمة.

وبالنسبة إلى الأنشطة التجارية الصغيرة، هناك بعض التحديات الإضافية بعد اختيار العلامة التجارية، مثل خوض منافسة عنيفة مع الشركات الكبرى في سوق العمل، فاكتشاف سوق العمل لأول مرة من شركة ناشئة ليس بالأمر السهل، وهو يتطلب إدارة واعية وحكيمة تتقن فنون التصرف مع متغيرات سوق العمل.

الإدارة الحكيمة الواعية هي بمثابة حصان طرواده الذي يقود العلامة التجارية إلى تحقيق أهدافها!

وإذا تطلب الأمر تغيير استراتيجيات العمل لن تتردد الإدارة الواعية في ذلك بحسب متغيرات سوق العمل، وقد وصلت العلامات التجارية العالمية إلى ما هي عليه بسبب أنها استفادت من سنوات الخبرة وصنعت لها علامات تجارية ناجحة للغاية!

العلامة التجارية الناجحة لها صوت مرتفع!

 كلما ارتفع صوت علامتك التجارية كلما نجحت وكان لها أفضلية في حلبة المنافسة مع الآخرين، ويعلو صوت علامتك التجارية عندما تظهر بوضوح شخصيتك في المنشورات الترويجية والمواد التسويقية والنشرات الإخبارية ذات الصلة بعملك عبر البريد الإلكتروني وبقية أدوات التواصل!

إن الأداء المميز صاحب الشخصية الراسخة للعلامة التجارية يحافظ على معدلات أدائك وثقة عملائك!

 ويجب أن يعمل صوت علامتك التجارية، إلى جانب أدواتك الأخرى، كحلقة وصل لتحقيق رضا عملائك بشكل تنافسي يعطيك الأفضلية عن البقية في سوق العمل، كل شيء يسير جنبًا إلى جنب! فعلامتك التجارية تمثّل قيمة ما تقدمينه لعملائك!

إذا لم تكن متوافقة مع أداء فريق العمل أو مع خططك التسويقية فستصبح أهدافك مشوّشة! وسيعجز عملاؤك عن فهمك وفهم علامتك التجارية!

 ومن أكثر التحديات التي تواجهها الشركات الصغيرة هو ضعف الثقة والعجز عن إيصال صوت العلامة التجارية، فتتعثر أهدافها وتتحطّم طموحاتها المستقبلية! وهو أمر تتعامل معه العلامات التجارية الكبرى من خلال الاستعانة بمتخصصين على قدر عال من الاحترافية لتوفير حلول تسويقية إبداعية تلائم أهداف الشركة.

 وبالنسبة للمبتدئين، هناك العديد من الأدوات التسويقية الرائعة عبر الإنترنت، والتي يمكن أن تساعد مجانًا أو بتكلفة منخفضة، في إيجاد فرصًا ثمينة لبناء جسور التواصل ليثق العملاء في علامتك التجارية، ويمكن أن يساعد العصف الذهني بين فريق العمل في ذلك إذا كان التعاون هو لغة التفاهم لتحقيق أقصى نجاح ممكن!

إقرأ أيضًا

رائدات أعمال عربيات صنعن علامات تجارية مشهورة!

أطلقت فوربس الشرق الأوسط في عام 2020 قائمة (Women Behind Middle Eastern Brands)، والتي تضمنت رائدات الأعمال اللاتي أسسن علامات تجارية وشركات ناشئة في المنطقة العربية، واستطعن جذب انتباه المستهلكين والمستثمرين، على الصعيدين المحلي والإقليمي، من خلال شركات قادرة على تحقيق الأرباح الهائلة والمنافسة عالميًا.

وكانت من هؤلاء، العراقية هدى قطان، وقد حازت اهتمامًا عالميًا بعلامتها التجارية (Huda Beauty) التي لها أكثر من 47 مليون متابع على منصة انستغرام، كما قدّرت فوربس ثروتها بحوالي 610 مليون دولار.

العلامة التجارية هدى بيوتي

عاشت هدى في الولايات المتحدة الأمريكية مع أمها التي كانت تعمل في تدريس علم الأحياء وأبيها الذي كان يدرس الهندسة الميكانيكية، ثم انتقلت مع زوجها إلى دبي في عام 2006، وقد بدأت تجربتها الأولى مع مستحضرات التجميل من طفولتها!

وذلك من خلال تجميلها الدائم لبشرة أختها عليا التي تكبرها بعشر سنوات، وعندما كانت هدى في الرابعة عشرة من عمرها كانت تنحت حواجب أختها، وهو ما كان بوابتها للتعرف على عالم المكياج ومستحضرات التجميل، وأصبحت، سنة بعد أخرى، تزداد معرفة بأدوات التجميل وفنونه.

كيف بنت هدى قطان امبراطورية مستحضرات التجميل؟

 وقد رأت بعين الخبيرة أنها يجب أن تستفيد مبكرًا من مدوّنات شبكة الإنترنت، فبدأت التدوين في عام 2010، وكانت موضوعاتها شديدة الجاذبية.

وهو ما جعل مدونتها هدفًا لبحث الكثيرات عما يختص بشؤون الجمال وفنون مستحضرات التجميل، وكان ذلك سببًا لتصل إلى الشهرة العالمية بفضل نصائحها لآلاف الفتيات من دول مختلفة إلى جانب خبرتها الواسعة ومنتجاتها فائقة الجودة!

وقد كانت رموش العلامة التجارية “هدى بيوتي” من العوامل التي أطلقت إمبراطورية هدى في عام 2013، وبدأ ذلك عندما لم تتمكن هدى من العثور على الرموش الصناعية التي كانت تبحث عنها في السوق ذات يوم.

فقررت بعقلية إبداعية أن تصنعها بنفسها! فزاد ذلك من أرباحها وأعطاها أفضلية في سوق مستحضرات التجميل العربية والعالمية أيضًا!

وتحكي هدى قطان أن إحدى أكبر نقاط التحول في علامتها التجارية “هدى بيوتي” كان في عام 2017 عندما وافقت على بيع حصة صغيرة في شركتها إلى TSG Consumer Partners، وهي شركة أسهم خاصة مقرها سان فرانسيسكو.

وكان من الصعب أن تعثر على شريك استثماري يأخذ علامتها التجارية على محمل الجد ويفهم رؤيتها كامرأة تريد تحريك ألواح الجليد في سوق مستحضرات التجميل لإحداث ثورة عارمة!

كانت TSG من بين القلائل الذين فهموا هدى قطان كرائدة أعمال، ورغم ذلك كان من موظفي هذه الشركة من يظن أنها مجرد امرأة ساذجة غير مدركة لآليات عمل صناعة التجميل  وتحديات العلامات التجارية في ذلك المجال.

وكان ذلك، كما قالت هدى، هو الدرس الأول لأي امرأة ترغب في أن يتعامل معها سوق العمل بجدية.

أن نبقى صادقين مع القيمة التي نعتقد أن علامتنا التجارية تقدمها، وألا نسمح للناس بتحجيمنا لمجرد أننا نساء!

هدى قطان

وقد أشارت إلى أن هذه الخبرة الواسعة لها جاءت عبر العديد من التجارب المختلفة في رحلتها الطويلة في فنون مستحضرات التجميل، لقد كافحت ما بين تجارب ذاتية في البدايات ثم التعاون مع بعض تجار التجزئة إلى الشركات الكبرى، قبل أن تنطلق للنور علامتها التجارية!

وفي مقابلتها مع مجلة فوغ في مايو 2019، استشهدت هدى بقطب المكياج الأمريكي ” Estée Lauder ” كنموذج شجّعها على استمرارها في كفاحها الطويل في صناعة علامتها التجارية “هدى بيوتي”، وقالت في مقابلتها مع فوغ:

نريد أن نكون Estée Lauder لهذا الجيل، أنا أحب Estée Lauder. . المؤسسون ذوو الرؤية هم الذين يغيرون الصناعة، إنهم يغيرون العالم!

ورغم عملها في مستحضرات التجميل إلا أنها تحدثت بشكل متكرر عن أهمية إيمان كل امرأة بجمالها الحقيقي، وكشفت في مقابلة حديثة مع مجلة Elle أنها عانت أيضًا من الثقة بالنفس لفترة طويلة.

ولكن، بصفتها أمًا لفتاة نشأت في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، فهي تأمل أن تُعلّم ابنتها هذا الدرس الحاسم للهوية الذاتية الإيجابية، وقالت:

أريدها أن تشعر حقًا بالرضا عن نفسها، لا يمكنك إرضاء الجميع!

مقابلة هدى قطان مع يورونيوز

ورغم كل الجوائز العالمية، وكل المقابلات الإعلامية مع مجلات وصحف مرموقة، إلا أن هدى قطان لم تكن تتصوّر في البدايات أنها ستحقق واحدًا على الألف من كل ذلك النجاح الكبير لعلامتها التجارية.

وفي عالم ملئ بالمتغيرات استطاعت أن تكون في طليعة النساء اللاتي كافحن للحصول على مكانة متميزة تليق بالمرأة العربية، ولن تكون هدى قطان هي الأخيرة في ذلك المجال!

فالفرصة سانحة لمن تجيد قراءة سوق العمل وفهم احتياجات العملاء ومقوّمات صناعة علامات تجارية ناجحة!

شارك الموضوع
فريق يارا

فريق المحرّرين بموقع «يارا».