تلعب التعميمات النمطية السائدة في المنطقة العربية وأماكن أخرى ربما في العالم مثل “الفتيات غير بارعات في الرياضيات” أو”الفتيات مصيرهن بيت أزواجهن” دورًا هائلاً في تشكيل الوعي الأنثوي منذ سن مبكرة.
وبذلك يتم ردع الكثيرات عن السعي وراء التحقيق المالي مدى الحياة وقمع الرغبة لديهن في التفرّد أو التميّز عن ما هو شائع.
وباعتبار أن الأمور بدأت تتغيّر خلال السنوات العشر الأخيرة في هذا الخصوص، رغم أن هذا لا يعني وجود بعض العراقيل والعقبات، فالأبواب باتت مفتوحة أكثر أمام الراغبات في خوض غمار ريادة الأعمال بشكل عام، أو بدء عملهن الخاص بكل بساطة.
يُراود حلم ترك الوظيفة وتأسيس شركة ناشئة الكثير من السيدات من جيل الألفية، ومنهم ربات البيوت اللواتي يطمحن إلى تحويل هواية أو حرفة يدوية إلى عمل بدوام كامل يُذر دخلاً للمساعدة في مصاريف المنزل.
مهما كان حجم هذا الطموح، سواء بيزنس جانبي أو شركة تغير العالم، هناك خطوات أولية يجب القيام بها وأسس يجب الإلمام بها أيضًا، انطلاقًا من العصف الذهني Brainstorming لفكرة عمل تحلّ مشكلة أو تلبي احتياج معين في السوق إلى تطوير علامتك التجارية وبدء تشغيل مشروعك الخاص، هي أمور لا بد من معرفتها جيدًا قبل كل شيء.
فكرة مُبتكرة وفريدة
مهما كانت فكرتكِ عن ماهية العمل الخاص الذي تُريدين الانطلاق فيه، فإن أول خطوة حقيقية هي الإتيان بفكرة مُبتكرة عنه، سواء كنت ترغبين في تقديم خدمة (مثل كوتش للتنمية الذاتية أو مستشارة في العلاقات الزوجية) أو ربما تفضلين مجال توزيع المنتجات (كشركة مصنعة أو تاجرة جملة أو بائعة تجزئة)، كل هذا يرمي في الأساس إلى فكرة واحدة وهي- إيجاد حل لمشكلة أو سد حاجة ما لدى العميل.
الحلّ الذي ستقدمينه ينبغي أن يكون فعّالاً، سهلاً وقابلاً للتطبيق، ولكن ما الذي يجعل فكرتكِ جديدة أو مختلفة؟ الجواب على هذا السؤال هو ما يجب أن يشغل تفكيرك لمدة طويلة، حيث تقومين فيها بدراسة نقاط قوة وضعف مُنافسيك المحتملين أو بتعبير آخر من سبقوكِ إلى نفس المجال.
علامة تجارية ذات معالم مُميّزة وواضحة
تعد العلامة التجارية إحدى الاستراتيجيات الأولى للحصول على اسم شركتك أو منتجكِ في السوق وهي أمر يستدعي التفكير فيه لوقت طويل، لأن من خلالها يُمكنكِ مُشاركة رؤية شركتك ورسالتها وثقافتها مع شريحة عملائك المستهدفين، الذين ستحتاجين لمعرفة طرق الترويج لمنتجك أو تسويق خدمتك لهم.
ينبغي إنشاء شعار مُناسب يسهل التعرف عليه وتذكّره من طرف العملاء، ويدخل في ذلك الألوان والأشكال الهندسية والصور الخاصة بعلامتك التجارية.
إن ما تفعله العلامة التجارية الجيدة هو أنها تلخص أجواء الشركة وثقافتها في ذهن المستهلك. تبدأ العلامة التجارية من الشعار وموقعك الإلكتروني إلى وسائل التواصل الاجتماعي والمواد التسويقية.
إقرئي أيضًا
أساسيات إدارة أعمال مُحدّدة
ينسى العديد من المُقدمين على بدء مشروعهم الخاص أو أي عمل تجاري الجانب القانوني الذي يفرض نفسه كخطوة في غاية الأهمية، فتسجيل العلامة التجارية أو براءة الاختراع يمكن أن تحمي ملكيتك الفكرية (مثل إسم العلامة التجارية أو الشعار أو تصميمات المنتجات) فهي توفر الحماية القانونية ضد المُقلدين والمنافسين.
ثم تأتي الحقيقة وراء مهمة إدارة الأعمال التي تُعد عملية يومية ومعقدة إلى حد ما، خاصة بالنسبة للمبتدئين الذي يتوجب عليهم استكشاف كل شيء بالتجربة وتشمل معظم مهام إدارة مشروعك الخاص التالي:
1. العلامات التجارية والتسويق (الشعار، تصوير العلامة التجارية، استراتيجيات التسويق… إلخ)
2. الموارد البشرية (تعيين الموظفين والعاملين وتدريبهم، خلق ثقافة مؤسسية…)
3. المحاسبة من التقارير المالية وتحديد الميزانيات وغيرها.
4. العمليات اليومية (ما تقومين به كل يوم، كيف تقومين به، كيف تتابعين إنجاز المهام وما إلى ذلك)
قد تمتلكين الكثير من الشغف والحماس لبدء مشروعك الخاص بغض النظر عن المرحلة التي يمر بها إطلاق الشركة الآن أو حتى العمل على الفكرة نفسها، يبقى الشيء الوحيد الذي يجب تذكره هو إذا كنتِ حقًا شغوفة بفكرة عملك وتحلمين بأن تشتغلي يومًا لحسابكِ الخاص، لا تستهيني بكل التفكير والتخطيط الجيّد والتروّي في اتخاذ القرارات لبدء مشروعكِ الخاص.
